163

============================================================

المواعظ والاغتبار في ذكر المخطط والآثار السنين لعلم ضبط وقت كل حادثة لا سيما في الأعصر الخالية، ولا أضعها على أسماء الناس لعلل أخر تظهر عند تصفح هذا التأليف، فلهذا فرقتها في ذكر الخطط والآثار فاحتوى كل فصل منها على ما يلائمه ويشاكله وصار بهذا الاعتبار قد جمع ما تفرق وئبدد من أخبار مصر، ولم أتحاش من تكرار الخبر إذا احتجث إليه بطريقة يستحسنها الأريب ولا يستهجنها الفطن الآديب، كي يستغني مطالع كل فصل منه بما فيه عما في غيره من الفصول فلذلك سميته كتاب "المواعظ والاغتبار في ذكر الخطط والآثار".

وأما "منفعةه هذا الكتاب فإن الأمر فيها يتبين من الغرض في وضعه ومن عنوانه، أعني أن منفعته هي أن يشرف المرء في زمن قصير على ما كان في أرض مصر من الحوادث والتغييرات في الأزمنة المتطاولة والأعوام الكثيرة فتتهذب بتدئر ذلك نفسه وترتاض أخلاقه فيحب الخير ويفعله ويكره الشر ويجتنبه ويعرف فناء الديا فيحظى بالاجتناب عنها والإقبال على ماييقى: وأما همرتبةه هذا الكتاب فإنه من جملة أحد قسمي العلم اللذين هما: العقلي والنقلى، فيبغى آن يتفرغ لمطالعته وئتدير مواعظه بعد إتقان ما تجب معرفته من العلوم النقلية والعلوم العقلية فإنه يحصل بتدبره لمن أزال الله أكتة قليه وغشاوة بصره نتيجة العلم بما صار إليه آيناء جنسه بعد التحول في الأموال والجنود من الفناء والبيود. فإذا مرتبته بعد معرفة أقسام العلوم النقلية والعقلية ليعرف منه كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبل.

وأما هواضيع هذا الكتاب ومرئبه فاسمه سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة تقى الدين أحمد بن على بن عبد القادر بن محمد ويغرف بابن المقريزي، ولد بالقاهرة المعزئة من ديار مصر بعد سنة ستين وسبعمائة من سني الهجرة المحمدية ورثبته من العلم ما يدل عليه هذا الكتاب وغيره مما جمعه وألفه.

وأما ومن أتي علمه هذا الكتاب فإنه من علم الأخبار وبها غرفت شرائغ

Shafi 163