Ƙananan Ganye na Zinariya da Ma'adinan Jawahir
مروج الذهب ومعادن الجوهر
ثم ملك بعده دقيوس يعبد الأوثان، ستين سنة، وأمعن في قتل النصرانية، وطلبهم، ومن هذا الملك هرب أصحاب الكهف، وقد أختلف الناس في أصحاب الكهف والرقيم : فمنهم من رأى أن أصحاب الكهف هم أصحاب الرقيم، وزعموا أن الرقيم هو ما رقم من أسماء أهل الكهف في لوح من حجر على باب تلك المغارة، ومنهم من رأى أن أصحاب الرقيم غير أصحاب الكهف، وقد ذكرنا كلا الموضعين بأرض الروم، وقد حكى أحمد بن الطيب بن مروان السرخسي تلميذ يعقوب بن إسحاق الكندي عن محمد بن موسى المنجم - حين أنفذه الواثق بالله من سر من رأى إلى بلاد الروم حتى أشرف على أصحاب الرقيم، وهو الموضع المعروف من بلاد الروم بحارمي، وقد ذكرنا في الكتاب الأوسط قصة أصحاب الكهف، وموضعهم، وكيفية أحوالهم، إلى هذه الغاية، وخبر أصحاب الرقيم، وما حكاه محمد بن موسى المنجم من خبرهم، وقد لحقه من الموكل بهم حين أراد قتله بالسم، وقتل من كان معه من المسلمين، وأخبرنا عن خبر السد الذي بناه ذو القرنين مانعا ليأجوج ومأجوج .؟ قال المسعودي : ووجدت في كتاب صور الأرض، وما عليها من الأبنية المعظمة والهياكل المشيدة، قد صور مقدار عرض السد فيما بين الجبلين دون الطول والذهاب في الصعد تسع درج ونصف من درج الفلك، فمقدار ذلك من الجبل إلى الجبل خمسون ومائة فرسخ، وهذا عند جماعة من أهل النظر والبحث مستحيل كونه، وقد أنكر ذلك محمد بن كثير الفرغاني المنجم، وتكلم عليه، وبرهن على فساده، وأفرد أحمد بن الطيب الذي قتله المعتضد بالله لما ذكرنا من الكهف والرقيم رسائل، وقد أتينا على جميع ما قيل في ذلك في كتابنا المترجم بالكتاب الأوسط.
ثم ملك جالنوس ثلاث سنين.
ثم ملك بعده يدنوس نحوا من عشرين سنة، وقيل: خمس عشرة سنة.
ثم ملك بعده فورس نحوا من عشرين سنة.
ثم ملك بعده ولد له يقال له فارس نحوا من سنتين.
ثم ملك بعده قليطانس عشر سنين.
ثم ملك بعده قسطنطين.
عدد ملوك الروم، ومدة ملكهم
قال المسعودي: والذي وجدت في الأكثر من كتب التواريخ مما اتفقوا عليه أن عدة ملوك الروم الذين ملكوا بمدينة رومية، وهم الذين قدمنا ذكرهم في هذا الباب، تسعة وأربعون ملكا، وجميع عدد سني ملكهم من أول ملك ملكهم على حسب ما ذكرنا من الخلاف في صدر هذا الكتاب إلى قسطنطين هذا، وهو ابن هلاني، أربعمائة وسبع وثلاثون سنة وسبعة أشهر وسبعة أيام، ونسخ كتب التواريخ في هذا المعنى مختلفة، وغير متفقة في أسماء ملوكهم، ومدة ملكهم، وأكثرها بالرومية، فحكينا من ذلك ما تأتى لنا وصفه، ولهؤلاء الملوك أخبار وسير، هي موجودة في كتب النصارى الملكية، وقد أتينا على مبسوطها، والغرض منها في كتابنا أخبار الزمان وما شيدوا من البنيان، وما كان لهم في هذا العالم من الأسفار، وبالله التوفيق.
ذكر ملوك الروم المتنصرة وهم ملوك القسطنطينية ولمع من أخبارهم
قسطنطين وبناء القسطنطينية
Shafi 140