Ƙananan Ganye na Zinariya da Ma'adinan Jawahir
مروج الذهب ومعادن الجوهر
وفي أيام أبرويز كانت حوادث تنذر بالنبوة وتبشر بالرسالة، وأنفذ أبرويز عبد المسيح بن بقيلة الغساني إلى سطيح الكاهن، فأخبره برؤيا الموبذان وارتجاج الإيوان، وغير ذلك من أخبار فيض، وادي السماوة وما كان من بحيرة ساوة.وكان لأبرويز تسعة خواتم تمور في أمر الملك: منها خاتم فضة فصه ياقوت أحمر نقشه صورة الملك وحوله مكتوب صفة الملك وحلقته ماس تختم به الرسائل والسجلات، والخاتم الثاني فصه عقيق نقشه خراسان حرة وحلقته ذهب تختم به !التذكرات، والخاتم الثالث فصه جزع نقشه فارس يركض وحلقته ذهب منقوش فيه الوحا يختم به أجوبة البريد، والخاتم الرابع فصه ياقوت مورد نقشه بالمال ينال الفرح وحلقته ذهب يختم به البراوات والكتب في التجاوز عن العصاة والمذنبين، والخاتم الخامس فصه ياقوت بهرمان، وهو أحسن ما يكون من الحمرة وأصفاها وأشرفها ، نقشه حره وخرم أي بهجة وسعادة حافتاه لؤلؤ وماس، يختم به خزائن الجوهر وبيت مال الخاصة وخزانة الكسوة وخزانة الحلي، والخاتم السادس نقشه عقاب يختم به كتب الملوك إلى الآفاق وفصه حديد حبشي، والخاتم السابع نقشه ذباب يختم به الأدوية والأطعمة والطيب فصه بادزهر، والخاتم الثامن فصه جمان نقشه رأس خنزير يختم به أعناق من يؤمر بقتله وما ينفذ من الكتب في الدماء، والخاتم التاسع حديد يلبسه عند دخول الحمام وفصه ابزن
عدد أبرويز
وكان على مربطه خمسون ألف دابة وسروج ذهب مكللة بالدر والجوهر على عدد ما لركابه من الخيل، وكان على مربطه ألف فيل، منها أشهب أشد بياضا من الثلج، ومنها ما ارتفاعه اثتا عشر ذراعا، وفي النادر ما يوجد من الفيلة الحربية ما ارتفاعه هذا القدر، وأكثر ما يوجد من ارتفاع الفيلة من التسعة الأذرع إلى العشرة، وملوك الهند تبالغ في أثمان ما عظم من الفيلة، وارتفع من الأرض، وقد يكون من الوحشية في أرض الزنج من الفيلة ما هوأعظم سمكا مما وصفنا بأفرع كثيرة على حسب ما تحمل من قرونها المسماة بالأنياب ما وزن الناب منها خمسون ومائة من إلى المائتين، والمن رطلان بالبغدادي، وعلى قدر عظم الناب عظم جسد الفيل.
تدريب الفيلة
وقد كان أبرويز خرج في بعض الأعياد وقد وصفت له الجيوش والعدد والسلاخ وفيما وصف له ألف فيل، وقد أحدقت به خمسون ألف فارس دون الرجالة، فلما نظرته الفيلة سجدت له فما رفعت رؤوسها وبسطها لخراطيمها حتى جذبت بالمحاجن، وراطنها الفيالون بالهندية، فلما بصر بذلك أبرويز تأسف على ما خص به أهل الهند من فضيلة الفيلة، وقال: ليت أن الفيل لم يكن هنديا وكان فارسيا، انظروا إليها وإلى سائر الدواب وفضلوها بقدر ما ترون من معرفتها وأدبها، وقد افتخرت الهند بالفيلة وعظم أجسامها، وحسن طاعتها، وقبولها الرياضات، وفهمها المزادات، وتمييزها بين الملك وغيره، وأن غيرها من الدواب لا يفهم شيئا من ذلك ولا يفصل بين شيئين، وسنورد فيما يرد من هذا الكتاب جملا من الفصول في أخبار الفيلة وما قالته الهند وغيرهم في ذلك وتفضيلها على سائر الدواب.
شيرويه بن أبرويز
فكانت مدة ملك أبرويز إلى أن خلع وسملت عيناه وقتل ثمانيا وثلاثين سنة ثم ملك بعده ولده قباذ المعروف بشيرويه القابض على أبيه، والجاني عليه، والقاتل له، والفرس تسميه المشؤوم، وفي أيامه كان الطاعون بالعراق وغيرها من الأقاليم، فهلك مائتا ألف من الناس، فالمكثر يقول: هلك نصف الناس، والمقل يقول: الثلث، وكان ملك شيرويه إلى أن هلك سنة وستة أشهر، وقيل: أقل من ذلك.ولكسرى أبرويز ولابنه شيرويه أخبار عجيبة ومراسلات قد أتينا على ذكرها فيما سلف من كتبنا.
أردشير
ثم ملك بعد شيرويه ولده أردشير ولي عهد الملك، وهو ابن سبع سنين، فسار إليه من أنطاكية من بلاد الشام شهريار مرزبان المغرب المقدم ذكره مع أبرويز وملك الروم فقتله، فكان ملكه خمسة أشهر.
شهريار
ثم ملك شهريار نحوا من عشرين يوما، وقيل: شهرين، وقيل غير ذلك، واغتالته ابنة لكسرى أبرويز يقال لها أرزمي دخت فقتلته.
كسرى
ثم ملك كسرى بن قباذ بن أبرويز، وقيل: إنه ابن لأبرويز، وكان بناحية الترك، فسار يريد دار الملك، فقتل فى الطرلق بعد ملكه ثلاثة أشهر.
بوران
Shafi 123