وذهب الفراء (١) وأبو عثمان المازني (٢) وأبو علي الفارسي (٣) أخيرًا إلى أن الوقف في الأحوال الثلاث على الألف المبدلة من التنوين، والأصلية محذوفة للقائها المبدلة من التنوين.
فوزن عَصَا على قول هؤلاء "فعا"، وعلى قول الأولين "فَعَل"، واحتج هؤلاء بأن صورة التنوين في الأحوال الثلاثة واحدة، وذلك أنه تنوين قبله فتحة فأبدل منه الألف كما أبدل في قولهم: رأيت زيدًا، وفي مثل لنسفعًا وليكونا، والأصل لنسفعن وليكونن.
وذهب سيبويه وبقية النحويين إلى مذهب وسط بين هذين المذهبين، وهو أن الألف في هذا الاسم في حال الوقف في الرفع والجر هي الأصلية، وفي النصب هي المبدلة من التنوين، والأصلية محذوفة للقاء هذه المبدلة من التنوين.
_________
(١) يحيى بن زياد الديلمي (١٤٤/ ٧٦١ – ٢٠٧/ ٨٢٢)، أمام الكونيين في النحو واللغة والأدب، ولد بالكوفة وانتقل إلى بغداد وتوفي في طريق مكة. طبقات النحويين: ١٤٣، نزهة الألبا: ١٢٦، وفيات الأعيان ٢: ٢٢٨.
(٢) بكر بن محمد بن حبيب بن بقية، من مازن شيبان، أحد الأئمة في النحو من أهل البصرة ووفاته فيها (.. – ٢٤٩/ ٨٦٣).
الفهرست: ٨٤، معجم الأدباء ٧: ١٠٧، وفيات الأعيان ١: ٩٢.
(٣) الحسن بن أحمد الفوي (٢٨٨/ ٨٤٣ – ٣٧٧/ ٩٨٧ رأس القياسيين في المائة الرابعة وأستاذ ابن جني.
الفهرست: ٩٥، نزهة الألبا: ٣٨٧، ابناه الرواة ١: ٢٧٣، وفيات الأعيان ١: ١٣١.
1 / 49