فصل
أعلم أن الكلم الثلاث، إذا ألف بعضها مع بعض حصل (١) من ذلك ستة تآليف، اثنان منها مفيدان إفادة مطردة، وآخر منها مفيد إفادة مخصوصة بموضع واحد مقصورة عليه، وثلاث مطرحة لأنها لا تفيد.
والقسمان الأولان: الاسم مع الاسم كقولك: زيد منطلق، والله إلهنا والفعل مع الاسم كقولك: قام زيد وانطلق بشر، والثالث مخصوص وهو الحرف مع الاسم، في النداء خاصة، كقولك يا زيد، والثلاثة المطرحة هي الفعل مع الفعل والحرف مع الفعل، والحرف مع الحرف.
فإذا وقعت الفائدة بالتآليف على ما ذكرنا، سمي ذلك المؤتلف كلامًا. فالكلام اسم للمفيد عند النحويين، يدلك على ذلك من رأيهم قول سيبويه (٢): "وأعلم أن كلمة "قلت"، إنما وقعت في كلام العرب
_________
(١) " في (ج) و(د): حصل من ذلك تسعة تآليف، يسقط منها ثلاثة للتكرير فتبقى ستة. اثنان منها مفيدان إفادة مطردة وثالث مفيد مخصوصة، وإلى أحد الاثنين يرجع كما سنبين في موضعه، وثلاثة مطرحة لأنها لا تفيد. والقسمان الأولان المطردان في الإفادة، الاسم مع الاسم كقولك زيد منطلق، والله إلهنا، والفعل مع الاسم كقولك قام زيد وينطلق بشر في المظهر من الأسماء وفي المضمر منها كقولك في الأمر قم وفي النهي لا تقم. والثالث المخصوص في الإفادة هو الحرف مع الاسم في النداء خاصة كقولك: يا زيد، والثلاثة المطرحة في التأليف هي الفعل مع الفعل والحرف مع الفعل والحرف مع الحرف.
(٢): أبو البشر، عمرو بن عثمان بن قنبر (١٤٨/ ٧٦٥ - ١٨٠/ ٧٩٦)، إمام النحاة وأول من بسط علم النحو وترك فيه (الكتاب) لزم الخليل ففاقة، مات بالأهواز وقيل بشيراز، مراتب النحويين: ٥٠، نزهة الألبا: ٧١، وفيات الأعيان ١: ٣٨٥.
1 / 27