﵄ قال: سأله عطية بن الأسود (١) فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله ﷿: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ (٢)، وقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ (٣)، وقوله سبحانه: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ﴾ (٤)، [٣ ظ] وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة ... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس ﵄: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلا في الشهور والأيام (٥) .
قلت: رسلا أي رفقا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق، فقوله على مواقع النجوم في موضع نصب على الحال، ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا رافقا.
ودل أيضا على أن إنزال القرآن كان في شهر رمضان، رواية قتادة (٦) عن
_________
(١) هو عطية بن الأسود اليمامي من بني حنيفة، من علماء الخوارج وأمرائهم، وتوفي سنة نحو ٧٥هـ "الملل والنحل ١/ ١٥٥-١٦٩، وانظر: الأعلام ٥/ ٢٣".
(٢) البقرة: ١٨٥.
(٣) القدر: ١.
(٤) الدخان: ٣.
(٥) كتاب الأسماء والصفات٢٣٦.
(٦) هو قتادة بن دعامة بن عزيز السدوسي، أبو الخطاب البصري، الضرير الأكمه حافظ، مفسر، عالم بالعربية، توفي سنة ١١٨هـ "صفة الصفوة ٣/ ١٨٢، معجم الأدباء ٦/ ٢٠٢، تذكرة الحفاظ ١/ ١١٥، غاية النهاية ٢/ ٢٥، تهذيب التهذيب ٨/ ٣٥١".
1 / 11