Littafin Murajacat
كتاب المراجعات
Nau'ikan
بسبب ارجافه، لكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، خرج في سبعين فارسا، ورجعوا سالمين، فنزلت الآية ثناء على السبعين الذين خرجوا معه صلى الله عليه وآله وسلم، غير مبالين بارجاف من أرجف، وفي اطلاق لفظ الناس هنا على المفرد نكتة شريفة، لأن الثناء على السبعين الذين خرجوا مع النبي يكون بسببها أبلغ مما لو قال الذين قال لهم رجل أن الناس قد جمعوا لكم كما لا يخفى. وبهذه الآية نظائر في الكتاب والسنة وكلام العرب، قال الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا ذكروا نعمة الله عليكم اذ هم قوم أن يبسطوا اليكم أيديهم فكف أيديهم عنكم» وانما كان الذي بسط يديه اليهم رجل واحد من بني محارب يقال له غوث، وقيل انما هو عمرو بن جحاش من بني النضير، استل السيف فهزه وهم أن يضرب به رسول الله فمنعه الله عز وجل عن ذلك، في قضية أخرجها المحدثون وأهل الأخبار والمفسرون، وأوردها ابن هاشم في غزوة ذات الرقاع من الجزء الثالث من سيرته (1) وقد أطلق الله سبحانه على ذلك الرجل، وهو مفرد لفظ قوم، وهي للجماعة تعظيما لنعمة الله عز وجل عليهم في سلامة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، وأطلق في آية المباهلة (2) لفظ الأبناء والنساء والأنفس وهي حقيقة في العموم على الحسنين وفاطمة وعلي بالخصوص اجماعا وقولا واحدا تعظيما لشأنهم عليهم السلام، ونظائر ذلك لا تحصى ولا تستقصى، وهذا من الأدلة على جواز اطلاق لفظ الجماعة على المفرد اذا اقتضته نكتة بيانية.
Shafi 251