Littafin Murajacat
كتاب المراجعات
Nau'ikan
أهل البيت الى مطلق أهل القبلة، وأذكركم بأن نصف أهل القبلة وهم شيعة آل محمد ما عدلوا ولا هم عادلون، ولن يعدلوا عن ائمة أهل البيت في شيء من أصول الدين وفروعه أبدا، وأن من رأيهم كون التعبد بمذاهبهم عليهم السلام من الواجبات العينية المضيقة بحكم الكتاب والسنة، فهم يدينون الله عز وجل بذلك في كل عصر ومصر، وعلى هذا مضى سلفهم وخلفهم الصالحان، منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى يومنا هذا.
3 وانما عدل عن أهل البيت في فروع الدين وأصوله ساسة الأمة وأولياء أمورها، منذ عدلوا عنهم بالخلافة فجعلوها بالاختيار، مع ثبوت النص بها على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، اذ رأوا أن العرب لا تصبر على أن تكون في بيت مخصوص، فتأولوا نصوصها، وجعلوها بالانتخاب، ليكون لكل حي من أحيائهم أمل بها ولو بعد حين، فكانت مرة هنا، وأخرى هناك، وتارة هنالك، وهبوا بكل ما لديهم من قوة ونشاط الى تأييد هذا المبدأ، والقضاء على كل ما يخالفه، فاضطرتهم الحال الى التجافي عن مذهب أهل البيت، وتأولوا كل ما يدل على وجوب التعبد به من كتاب وسنة، ولو استسلموا لظواهر الأدلة فرجعوا الى أهل البيت، وأرجعوا الخاصة والعامة اليهم في فروع الدين وأصوله، لقطعوا على أنفسهم خط الرجعة الى مبدئهم، ولأصحبوا من أكبر الدعاة الى أهل البيت، وهذا لا يجتمع مع عزائمهم، ولا يتفق مع حزمهم ونشاطهم في سياستهم، ومن أمعن النظر في هذه الشؤون علم أن العدول عن امامة الأئمة من أهل البيت في المذهب ليس الا فرعا عن العدول عن امامتهم العامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان تأويل الأدلة على امامتهم الخاصة، انما كان بعد تأويل الأدلة على امامتهم العامة، ولولا ذلك ما التوى عنهم ملتو.
4 دعنا من نصوصهم وبيناتهم، وانظر اليهم بقطع النظر عنها، فهل تجد فيهم قصورا في علم أو عمل أو تقوى عن الامام الأشعري، أو الأئمة الأربعة أو غيرهم، واذا لم يكن فيهم قصور، فبم كان غيرهم أولى بالاتباع؟ وأحق بأن يطاع؟
--- *** 197 )
Shafi 184