فأخبرها جيمي بالأسلوب الاسكتلندي الموجز. «لقد تزوجت من فتاة إبان قدومي إلى هنا. ومنذ بضعة أيام وضعت طفلها في مستشفى ستار أوف ميرسي، لكنها لم تكن بالقوة الكافية لتنجو. ولم يتبق لي منها سوى الطفل.»
فأبعدته مارجريت كاميرون وراحت تنظر إليه بهدوء.
وقالت: «مهلا يا جيمي، ذلك شيء لا أستطيع فهمه. لماذا لم تأت بها هنا في الحديقة؟ لماذا لم تجعلني أرعاها هي الأخرى؟ ربما لو كانت اتبعت نظاما غذائيا صحيا ووجدت الرعاية التي تجدها الفتاة لدى أمها، لما كان حدث ذلك.»
فقال جيمي: «كلها احتمالات لا تجدي أي نفع الآن. فقد أملت علي الظروف ألا آتي بها إلى هنا. المهم أنها قد رحلت وتركت لي فتى بديعا يدعى جيمس لويس ماكفارلين، الابن.» «في المستشفى؟ هل هو في المستشفى؟»
فأجابها جيمي قائلا: «لا. فقد أخبرتهم قبل أن أصل إلى هناك أنها تريدني أن أحتفظ به، وأنها تريد تسميته باسمي. وقد جهزوه تماما ووضعوه بين ذراعي، ومن دون أن أدري ماذا أنا فاعل، خرجت به. إنني من فصيلة البشر نفسها التي أنت منها يا مارجريت. إنني أعود لمكاني، للمكان الوحيد الذي لدي، للمكان الوحيد الذي يعرفني أو يحتاج إلي على وجه الأرض. لم يمض علي وقت طويل فيه، لكن ما دمت أعيش في هذه البقعة فستظل لي سكنا. ومن ثم عدت إلى داري ومعي طفل صغير حديث الولادة.»
هنا نهضت مارجريت كاميرون.
وسألته: «هل هو هناك في المنزل؟» وتابعت: «هل تحاول أن ترعاه بنفسك؟»
هز جيمي رأسه نافيا.
وقال: «لا، لم أستطع فعل ذلك.» وأضاف: «فإن يدي غليظتان ومرتبكتان. ولست على دراية كافية. كان الكشافة الصغير هنا فذهب إلى الهاتف وأجرى مكالمة، وبعد نصف ساعة جاءت السيدة ميريديث. فلديها طفل صغير ويبدو أن وجود واحد آخر لم يزعجها.»
صدر عن مارجريت كاميرون صوت غريب، شهقة مبهمة كان ليظن أنها ضحكة مقتضبة لو لم تكن في حال أتعس من أن تضحك.
Shafi da ba'a sani ba