136

Mai Kiwon Zuma

مربي النحل

Nau'ikan

قال قائد الكشافة: «حسنا، لقد وضعت أكبر عقبة وضعها أحد يوما في طريقي. إنني متأكد أنك خرجت مثل ديك رومي وديع، دون حتى أن تطلق صيحته العدوانية!»

فقال جيمي: «لقد طلبت منها أن تخبر قاضي الوصايا بالأمر.» «آه!» صاح قائد الكشافة بأجش وأخشن نبرة سمعها جيمي تأتي من حنجرته الصغيرة. «آه! ما نفع قاضي الوصايا؟ لقد كنت تعرف سيد النحل وتعرف أنه لم يكن ليفعل أي شيء غير منصف أو غير صحيح. إن أردت أن تكون متراخيا، فكن كذلك! بإمكانك أن تعطيها نصيبك إن كنت تريد ذلك، لكن تأكد» راح يتكلم معبرا بيديه «تأكد، يا سيد جيمس لويس ماكفارلين أنك لن تضيع النصف الخاص بي من حديقة النحل تلك؛ لأنها كانت الفرصة الوحيدة التي تسنت لي يوما للحصول على حصان. لم يكن السبب لعدم حصولي على حصان أن أسرتي ليس لديها المال الكافي لشراء حصان، وإنما لأنني لا أستطيع الاحتفاظ بحصان في المدينة. أما هنا فلا أرى سببا يمنعني من ذلك. فلا يوجد جيران بجانبي ليعترضوا. سأرى إن كانت تلك المرأة ذات الشعر المستعار الأشقر هناك ستستطيع أن تحول بيني وبين امتلاك حصان!»

مد الكشافة الصغير يدا وكشف عن عشرة سنتات. «سأذهب إلى البقالة وأشتري لها حليبا، ويوجد «خمسون مهمة أخرى» بعد ذلك»، ثم على نحو مفاجئ قلد الكشافة الصغير تلك المرأة التي في المنزل بالنبرة والأسلوب نفسهما اللذين تعرف عليهما جيمي، إذ قال: ««يوجد نحو خمسين مهمة أخرى بإمكانك إنجازها لي، أيها الصغير».» ثم تغيرت نبرته مرة أخرى. واستأنف: «تأكد تماما أن «الصغير» سوف يؤدي المهام، فسوف يجد «الصغير» طريقة ما ليخرج بها تلك المرأة من المنزل وسوف يخرجها منه بأقصى سرعة. فقد تصادف أن «الصغير» على علم بأشياء جمة لا تعرفها أنت، وقد بدأ لتوه يدرك من هي تلك الخصم!»

ثم لوح بيديه؛ إحداهما مبسوطة، والأخرى قابضة على العشرة السنتات. «أؤكد لك أن «الصغير» يدخر سهما أخيرا لتلك الخصم التي بالداخل! فإن «الصغير» مدين لسيد النحل بأن أصيبها فلا أترك فيها موضعا سليما! ربما تظن أنني لا أعلم حقيقتها الآن. ربما تظن أنني لا أعلم من الذي دفع بماري الصغيرة فحطم ظهرها وجعلها تموت! فلتر ماذا سأفعل! إن كنت لا تنوي المقاومة، فإنني سأقاوم. كيف دخلت هذا المنزل؟»

فأجابه جيمي قائلا: «سرت عبر الباب.»

فقال الكشافة الصغير: «حسنا. سوف أهاتف أمي وأكلف فتياني بالمهمة، أما أنت فضع أذنك على الأرض وأصغ للمعركة. وثق أن «الصغير» سوف يشعل فتيل الحرب!»

أنزل قائد الكشافة قدميه محدثا صوتا معبرا، وفي الحال سمع جيمي رنين الهاتف وسمع أيضا صوت الكشافة الصغير. «مهلا يا أمي! لقد سافرت مارجريت كاميرون وشريكي هنا بحاجة إلي. غالبا سأضطر إلى أن أطهو له العشاء. وربما لا أعود إلا متأخرا. إن تأخر الوقت كثيرا، فسيصحبني. لا تقلقي علي. إنني بخير، لكن هذا الطفل الكبير الذي هنا بحاجة إلى رعاية أكثر من جيمي الطفل. وسوف أقص ذلك على كل الناس!»

ارتطمت السماعة بالحامل ارتطاما كاد أن يحطمهما، ثم جاء قائد الكشافة من الباب الأمامي ومضى يجري بخفة في اتجاه البقالة الواقعة في الزاوية بعيدا. أما جيمي فقد جلس وجعل يفكر. ثم ذهب إلى الهاتف واتصل بجون كاري. وسأله إن كان بإمكانه الاعتماد عليه ليساعده إذا أنذر أي من النحل بتغيير مكانه في اليوم التالي. فكان جوابه بالموافقة. حيث سيأتي كاري في الصباح ويتفحصان القفائر، ويحضران بعض القفائر الجديدة الجاهزة لسكن النحل.

وبعد قليل رأى جيمي قائد الكشافة وهو يدخل من البوابة الأمامية ويسير في الممشى ومعه زجاجة الحليب. ورآه بعد ذلك يحمل رزمة من الأوراق وأشياء متفرقة إلى فرن النفايات. ثم رآه وهو يجمع الطماطم والخضراوات، ويقطف الفاكهة ويحملها إلى المطبخ، وحين اقترب ليفهم ما كان يحدث، رأى أثناء مروره بإحدى النوافذ قائد الكشافة واقفا في منتصف حجرة المعيشة يعلق الفساتين على شماعات معاطف سيد النحل ويعلقها في خزانة ملابسه. وبعد قليل خرج إليه الكشافة الصغير.

كان جيمي مندهشا من التعبير الذي ارتسم على الوجه الصغير. فقد صار غامضا تماما. لا يشبه أي شيء رآه جيمي يوما. كان شاحبا قليلا، وجامدا قليلا، وثابتا لأقصى درجة. فقط حين دنا جيمي بنظره رأى أن جسده كله كان متأهبا مثل وتر كمان، مشدودا وموترا ومستعدا للاستجابة بالنغمة التي تطلب منه. وعلى نحو مفاجئ بزغ في قلب جيمي شعور بالثقة. فقد قال سيد النحل إن الكشافة الصغير على علم بأسراره. وعندئذ بدا لجيمي أنه سيصبح من الحكمة أن يتولى هو الحراسة بينما يتصرف الكشافة الصغير بناء على ما لديه من معلومات أيا كانت.

Shafi da ba'a sani ba