134

Mai Kiwon Zuma

مربي النحل

Nau'ikan

فقد قال: «إنك على حق أيها الكشافة الصغير. أنت قوي الملاحظة بعض الشيء. لقد كنت قلقا ليلة أمس ولم أنم جيدا. إذ ظللت أراقب أرضنا وأرض مارجريت.»

فقال قائد الكشافة: «ألم تعد مارجريت بعد؟ تبدو الأمور محاطة بسرية تامة.»

فقال جيمي: «أعتقد أنها ذهبت إلى المدينة في زيارة بهدف الترفيه مع مولي التي تتحدث عنها دائما. وأنا أرعى لها شئونها في غيابها.»

قال قائد الكشافة مبتسما لجيمي ابتسامة عريضة: «أعتقد أنني سأذهب إلى هناك وألقي نظرة على أرضي.»

فقال جيمي: «حسنا.»

لم يلحظ أي منهما أن الدخيلة كانت قد مرت بمنزل مارجريت كاميرون بينما كانا يرويان حديقتها وفتحت الباب الأمامي ودخلت المنزل المرحب بالزوار. قفز قائد الكشافة من فوق السياج، وسار في الممشى المفروش بالحصى هرولة، ولوح محييا شجرة الجاكرندا، وانعطف مارا بمقدمة المنزل لسبب بديهي؛ ألا وهو أن الفدان المكتوب في سجلات المقاطعة باسم جين ميريديث يقع على يمين المنزل حين تأتيه من المدخل. وحين عبر الطفل الممشى كان ثمة حركة ملحوظة في غرفة المعيشة، ونفحة عطر كان وقعها على الكشافة الصغير مثل وقع نفحة قوية من حمض الفورميك، الذي يفرزه الإنسان عند الشعور بالخوف، حينما يشمها حيوان ما. بفيض هائل من الاطمئنان عبر قائد الكشافة الرواق بقفزة واحدة، وفتح الباب الأمامي، فوجد في وجهه صندوق الأمتعة المفتوح، والفساتين المبسوطة على مقعد سيد النحل، ووجد أيضا فتاة ذات شعر مصبوغ صبغة غير لائقة ووجه مبالغ في زينته، فتاة بدت لعيني قائد الكشافة مزيجا فريدا من كل الأشياء التي لا يجدر أن تجدها في أي فتاة لطيفة. جعل الصغير يحدق مشدوها. «كيف هذا؟» كانت التحية التي وجهها إلى الدخيلة. وأشار بيديه معبرا عما كان يجيش في نفسه، واحدة في اتجاه صندوق الأمتعة، والأخرى في اتجاه المقعد.

قالت الفتاة: «مرحبا أيها الصغير. إنه لمن حسن حظي أنك قد جئت الآن! خذ العشرة السنتات هذه واذهب إلى أقرب بقالة وأحضر لي زجاجة حليب، وحين تعود لي بها سأعطيك نكلة مقابل ذهابك.»

وقف قائد الكشافة ساكنا وجعل يحدق في الفتاة، نظر إليها طويلا وبإمعان وتذكر شيئا لكنه لم يستطع أن يعرف ما هو على وجه التحديد. «لست؛ لست أم جيمي، أليس كذلك؟ بالطبع لا يمكن أن تكوني أم جيمي؛ لأن مجيء جيمي جعلها في غاية التعب حتى إنها اضطرت إلى الانتقال إلى الرفيق الأعلى رغم أنفها. فمن أنت وماذا تفعلين هنا؟»

فأجابته الفتاة قائلة: «هذا أمر لا يخصك. اجر وأحضر لي الحليب، وعندي بعد ذلك نحو خمسين حاجة أريدك أن تقضيها. تستطيع الحصول على جزء كبير من الفكة التي لدي خلال الساعة أو الساعتين التاليتين إن كنت نشيطا.»

وقف قائد الكشافة دون حراك. وبعينين محدقتين، تكادان أن تكونا مغتاظتين تفحص وجه المرأة. تفحص عينيها على وجه الخصوص باستغراق. صندوق الأمتعة والملابس، والروائح الكريهة للصابون الرخيص والعطور الرديئة، كلها أشياء انطبعت في ذهن الطفل بالسلب. هذه المرأة في المنزل وجيمي في منزل مارجريت كاميرون، لا يفعل شيئا حيال الأمر! ذلك هو طبع جيمي بالضبط. طالما كان من رأي الكشافة الصغير الخاص أن جيمي كمقاتل قد يصمد بين الألمان، لكنه لم يبد رغبة كبيرة في الصمود حين أراد أحد الأشخاص أن يعطيه جزءا رائعا من أملاكه. وبطريقة ما أخذت تتطور الفكرة التي بزغت في رأس قائد الكشافة واتخذت شكلا. فمد يده الصغيرة.

Shafi da ba'a sani ba