قال جيمي: «أصغ إلي!» وتابع: «إنك لا تتحدث عن كسرة خبز. يوجد طفل في هذه اللفة، طفل صغير يتوق بشدة لفرصته في أن يعيش ويكبر ويجدف بزورق ويمتطي جوادا وأن يصبح قائد كشافة تماما كما تبتغي أنت!» «أف!» كان رد الصغير الساخط.
بعدها تقدم قائد الكشافة ورفع قطعة مربعة من القماش الرقيق المؤطرة برسومات لزهور أذن الفأر وجعل يتطلع فيما تحتها. وإذا بقائد الكشافة يهبط جاثيا على ركبتيه، ويميل إلى الأمام ويمعن النظر. ثم التفت بوجه زال عنه التجهم نحو جيمي من فوق منكبه الهزيل.
وقال: «عليك أن تحضر زجاجة رضاعة.» وتابع: «إنه طفل جميل. إنه طفل غاية في الجمال! إنه مخلوق صغير لطيف للغاية. إنه جميل مثلما كان جيمي شقيقي حين رأيته أول مرة، وظننت أنني لن أرى أبدا طفلا في مثل جماله. لكنه كذلك. فمما أراه، هذا الطفل لديه الملابس الرقيقة نفسها والوجه الجميل نفسه واليدان الصغيرتان الرقيقتان نفسهما كما كان لدى صغيرنا. أخبرني، من أين حصلت عليه!»
فقال جيمي: «إنه ابني. ويدعى جيمس لويس ماكفارلين، الابن.»
قال الكشافة الصغير: «يا للهول!» ثم استأنف قائلا: «ألم يمتلئ العالم بمن يدعون جيمس وجيميس وجيميز! أعرف نحو عشرة منهم. اسم أبي يبدأ بجيمس، وأخي الصغير يدعى جيمي، وهذا الطفل سيصبح جيمي وأنت جيمي. إنه مما لا يخطر على بال أحد أنه رغم كل الأسماء الموجودة في آخر القاموس والأعداد الكبيرة من الأسماء في الإنجيل والأسماء الغبية التي يبتكرها الناس، أن يحمل الكثير جدا من الناس اسم جيمس. قل لي، ماذا ستفعل به؟»
فقال جيمي مجيبا إياه: «هذا هو السؤال بالضبط. ماذا سأفعل به؟»
قال الكشافة الصغير: «هممم! دعني أفكر.»
خطر لجيمي أنه كاد يرى عملية التفكير كما لم يسبق له من قبل قط. فقد كان وجه الصغير منهكا من التفكير. في البداية هبط بجسده إلى قدميه، ثم طوى قدميه تحته جاعلا الأرض مقعده. واستند بذراع إلى الأريكة. وجعل بيد واحدة يلامس الغطاء متسللا عليه ليحتوي بها الأصابع الحمراء الصغيرة للطفل حديث الولادة. بعد ذلك رفع الكشافة الصغير ناظريه.
ليصدر أمرا قائلا: «أسدل ستار النافذة.» وتابع: «لا بد أن يكون الضوء خافتا. فإن عيونهم تكون حساسة خلال الأيام الأولى. ولا يستطيعون الرؤية. وإن واجهوا ضوءا أكثر من اللازم أصابهم الحول.»
ثم عاد للتفكير لبضع دقائق. وبعد ذلك بدأ الكشافة الصغير يفكر بصوت عال. «ويحي، ألسنا ننمو ونتزايد! أقصد من حيث الفائدة المركبة! أرى أن هذه الشراكة آخذة في الازدياد! فمن حيث لا ندري مطلقا أصبح لدينا منزل وزهور وأشجار ونحل، وها نحن لدينا الآن طفل، يا إلهي! وبالطبع، ما دام لدينا وهو ابنك، فعلينا أن نرعاه. لكن أخبرني، أين أمه؟»
Shafi da ba'a sani ba