وفى عام ١٩٤٨ نشر الدكتور عبد العزيز الاهوانى مقالا باللغة الإسبانية فى مجلة الأندلس «١» بعنوان: «المقتطف من أزاهر الطرف- لابن سعيد» سجل فيه مجموعة من الملاحظات عن هذا الكتاب وعن موقف ابن خلدون فيه. كما أتبعه ببحث آخر بعنوان «ابن خلدون والأدب» نشره بمناسبة مهرجان ابن خلدون عام ١٩٦٢ «٢»، يتضمن ما سبق أن أشار إليه فى مبحثه الأول مع إضافات إليه. وكان أهم الملاحظات التى سجلها الدكتور عبد العزيز الأهوانى هى:
١- أنه كان بين يدى ابن خلدون وهو يكتب فصله عن الموشحات والأزجال فى مقدمته كتاب ابن سعيد «المقتطف من أزاهر الطرف» ينقل عنه نقلا حرفيا دون تصرف أو تغيير.
٢- أن المقارنة بين نصى ابن خلدون وابن سعيد تدل على أن ابن خلدون قد أسقط الحجارى الذى استقى منه ابن سعيد أخباره، تلك الأخبار التى أوردها الحجارى فى كتابه «المسهب فى غرائب المغرب» كما تدل على أن ابن خلدون قد أسقط اسم ابن سعيد من أول الفصل ولم يشر إلى كتابه «المقتطف» الذى نقل عنه، وأنه وإن ذكر ابن سعيد بعد ذلك عدة مرات، فإن ذكره له هنالك يوهم القارئ أن ابن خلدون ينقل عن ابن سعيد أخبارا وينقل عن غيره ما سبق تلك الأخبار، على حين ان الكلام كله من المقتطف، سواء فى ذلك ما جاء فى نص ابن خلدون بعد قوله قال ابن سعيد» أو ما جاء قبل هذه العبارة.
٣- أن فى نص ابن خلدون بعض سطور تزيد على ما بين أيدينا من نسخة المقتطف، ولكن مراجعة هذه الزيادات اليسيرة يقطع بأن بعضها كان فى أصل المقتطف وسقط. من ناسخ المخطوط لأن ابن خلدون نفسه فى أحد هذه الزيادات قد أشار إلى ابن سعيد، أما البعض الآخر من هذه الزيادات فيرجح
1 / 23