فيها عبد اللطيف البغدادى صاحب «الإفادة والاعتبار» وأبو شامة صاحب «الروضتين» وابن العديم- صديق ابن سعيد- صاحب «زبدة الحلب، وجمال الدين بن واصل صاحب «مفرّج الكروب فى أخبار بنى أيوب» وعز الدين ابن الأثير صاحب «الكامل فى التاريخ» وسبط بن الجوزى صاحب «مرآة الزمان» .
هذا إلى جانب كتب ابن سعيد نفسها وهى ما سوف نعرض لها فيما بعد.
وكان لكثرة الشعراء فى هذا القرن كثرة مفرطة أن ازدحمت كتب ابن سعيد بأسمائهم، منها ما هو معروف ومنها ما لا نعلم عنه إلا اسمه، وكذلك كانت كتب معاصريه.
٢- الرجل:
لست أول من يعرّف بابن سعيد الرجل، فقد سبق ابن سعيد نفسه إلى التعريف بأمره فى كتاب «المغرب» «١» وعرض علينا نماذج من شعره، ولكنه تعريف مختصر وناقص: مختصر لأنه صاحب الكتاب ومعروف لأهل عصره والكتاب ليس سيرة حياة بقدر ما هو تراجم لشعراء عديدين سبقوه أو عاصروه، وناقص لأنه كتبه وعمره سبع وثلاثون سنة. فقد ذكر أن مولده كان عام ٦١٠ هـ وأنهى تعريفه بنفسه فى العام الذى كان يكتب فيه مؤلفه وترجمته، وهو العام الذى سافر فيه من مصر إلى حلب فى صحبة كمال الدين بن أبى جرادة، واعتزامه لحج فى نفس السنة. وقد أرخ هذا الوقت بسنة ٦٤٧ هـ.
غير أن مؤرخين آخرين لحقوا بعصر ابن سعيد قد عرفوا به تعريفا أشمل، إذ كانت حياته كاملة أمامهم، وشهرته المدوية تشغل أذهانهم، وكتبه العديدة
1 / 13