أهل مدينة واسط تعلمه عبيدهم المتسلمون عمارة بساتينهم، والفعول، والمعامرة، والأبّارون فكانوا يغنون به فى رءوس النخيل، وعلى سقي المياه، ويقولون في آخر كل صوت مع الترنم: يا مواليا، إشارة إلى ساداتهم، فغلب عليه الاسم وعرف به، ويقول: ولم يزالوا على هذا الأسلوب حتى تسلمه البغاددة، فلطفوه ونقحوه، ورققوا ودققوا وحذفوا الإعراب منه، واعتمدوا على سهولة اللفظ ورشاقة المعني، ونظموا فيه الجد والهزل، والرقيق والجزل، حتى عرف بهم دون مخترعيه، ونسب إليهم وليسوا بمبتدعيه، ثم شاع في الأمصار، وتداوله الناس في الأسفار «١» .
ويقول صفي الدين الحلي أنه يشترك مع الزجل في بعض الخصائص ويختلف عنه في أخري، ومما يذكره من اختلاف استعمال البغاددة: الإمالة في المواليا. ولا شك أنه اختلاف ضروري لأنه نتيجة لاختلاف لهجة أهل العراق عن لهجة الأندلس. وهو ما لاحظه الدكتور إحسان عباس حسين وجد أن صفي الدين الحلي يقيس كلام الأندلسيين على كلام المشارقة في عصره، أو يقيسه على اللغة الفصحى في محاولته لاستخراج القواعد العامة للزجل الأندلسي ومدي اختلافه عن مثيله من الشعر العامي المشرقي.
ومن الأمور التي تلفت النظر في تاريخ الموشحات والأزجال أن يكون الاثنان اللذان شرحا قواعد هذين الفنين مشرقيين وهما: ابن سناء الملك الذي فسر قوانين التوشيح في كتابه (دار الطراز)، وصفي الدين
€
المقدمة / 18