ولغيري من النوازل (١) والعوالي (٢) على ما جرت به العادة في الأمالي (٣).
فلمّا بلغت الثلاثين وجُزْتُها، قطعتها (٤) إلى أن أرى رأيي فيما بَعْدُ من ضَمِّ مجالسَ أخرى -إن شاء الله- إليها؛ على قضية أرتضيها وأعول عليها، ثمّ آثرت إملاء ديوان جامع من رواياتي وعوالي (٥) سماعاتي يحتوي على
_________
(١) يقصد الأحاديث التي تقع له بنزول، والحديث النازل ينقسم إلى قسمين: نزول مسافة، ونزول صفة، فأما نزول المسافة فهو كثرة الوسائط في الإِسناد إلى النبي ﷺ، أو إلى إمام من أئمة الحديث، أو إلى رواية أحد الكتب المصنفة. وأما نزول الصفة فهو تأخر وفاة الراوي على موت الراوي الذي في السند الآخر، وإن كانا متساويين في العدد، وكذا تأخر السماع (راجع هذا الموضوع بتوسع، في: العلو والنزول لابن طاهر المقدسي، ومعرفة أنواع علم الحديث لابن الصلاح، ص ٤٤٨، وفتح المغيث للسخاوي ٣/ ٣٥٩ - ٣٦٤، وتدريب الراوي للسيوطي ٢/ ٢٤٨).
(٢) يعني الأحاديث التي تقع له بعلو، والإِسناد العالي ضد النازل، وهو سنة عمن سلف، وينقسم أيضًا إلى قسمين: علو مسافة، وعلو صفة، فأما علو المسافة فهو القرب من رسول الله ﷺ من حيث العدد بإسناد نظيف صحيح، أو القرب من إمام من أئمة الحديث، أو العلو المقيد بالنسبة إلى رواية أحد الكتب المصنفة كالصحيحين والسنن. وأما علو الصفة فهو العلو بتقدم وفاة الشيخ، وإن تساوى الإِسنادان في العدد، أو بتقدم السماع من الشيخ، فمن سمع منه متقدمًا كان أعلى ممن مع منه بعده (راجع هذا الموضوع بتوسع في: معرفة أنهل علم الحديث لابن الصلاح، ص ٤٣٧، وفتح المغيث للسخاوي ٣/ ٣٣٣ - ٣٥٩، وتدريب الراوي للسيوطي ٢/ ٢٣١).
(٣) الأمالي جمع إملاء، وهو أن يعقد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس فيتكلم بما فتح الله ﷾ عليه من العلم، ويكتبه التلامذة فيصير كتابًا يسمونه الإِملاء أو الأمالي، وعلماء الشافعية يسمونه التعليق، وهو من وظائف العلماء قديمًا خصوصًا الحفاظ من أهل الحديث في يوم من أيام الأسبوع يوم الثلاثاء أو الجمعة، وهو المستحب، كما يستحب أن يكون في المسجد لشرفهما. (انظر: كشف الظنون ١/ ١٦١، والرسالة المستطرفة، ص ١٥٩).
(٤) في م: فلما بلغت العشرين قطعتها.
(٥) في م: وعالي.
1 / 27