174

Muradin Munya

منية المريد

Nau'ikan

لكن يجب على المعلم إذا أشعر من المتعلم فساد النية أن يستدرجه بالموعظة الحسنة وينبهه على خطر العلم الذي لا يراد به الله ويتلو عليه من الأخبار الواردة في ذلك حالا فحالا حتى يقوده إلى القصد الصحيح فإن لم ينجع ذلك ويئس منه قيل يتركه حينئذ ويمنعه من التعلم فإن العلم لا يزيده إلا شرا وإلى ذلك أشار

علي (ع) بقوله: لا تعلقوا الجواهر في أعناق الخنازير (1)

وعن الصادق (ع) قال قام عيسى ابن مريم (ع) خطيبا في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم (2)

. ولقد أحسن القائل

ومن منح الجهال علما أضاعه

ومن منع المستوجبين فقد ظلم (3)

. وفصل آخرون (4) فقالوا إن كان فساد نيته من جهة الكبر والمراء ونحوهما فالأمر كذلك وإن كان من جهة حب الرئاسة الدنيوية فينبغي مع اليأس من إصلاحه أن لا يمنعه لعدم ثوران المفسدة وتعديها ولأنه لا يكاد يخلص من هذه الرذيلة أحد في البداية فإذا وصل إلى أصل العلم عرف أن العلم إنما يطلب للسعادة الأبدية بالذات والرئاسة لازمة له قصد أم لم يقصد.

Shafi 184