============================================================
نور الدين الصابوني معهم وتحمل أثقالهم والمحاربة مع المخالفين والمجاهدة مع المنافقين والقيام بشفاعتهم يوم القيامة. وهذه الأفعال دون طاقة البشر، فأغناك: طؤقك وأعطاك قوة قدزت بها على إقامة هذه الأمور. وعلى هذا الوجه العائل من يمسك العيال. وما قيل: "إن صاحب العيال لا يفلح"، يعني إذا توهم آنه يمسكهم بكفايته وكل الله العيال إليه فيضيع أوقاته، أو رأى كفايتهم عن نفسه فقد ظن أنه هو الرزاق لهم فلا يفلح لهذا. فأما لو رأى نفسه قائما عليهم ورأى الرزق والكفاية 10371و] من الله تعالى فهو يفلح فمن الله تعالى على نبيه بأن قواه على تبليغ الرسالة وأكرمه بكرامات سنية ومراتب رفيعة وضمن الرحمة والشفقة في قلبه حتى كملت سخاوته وتم تواضعه وكرم خلقه. قال الله تيعالي: وانك لعلى خلقي عظيو}،* وقال: فيما رحمة من الله لنت لهم.1 وبلغه درجة الشفاعة وخصه بالمقام المحمود، حتى آن كل نبي وولي يرضى بنجاته عند معاينة تلك الأهوال والشدائد وهو شفيع لأمته ويقول: "أمتي أمتي".
وعلت همته حتى لم يلتفت إلى غير الله حيث خير بين الملك والمسكنة والعبودية، فقال: "لا يا رب بل آجوع يومين وأشبع يوماه، فمدحه الله تعالى: ما زاغ البصر وما كنى 8 وقوله9: فاما التيد فلا نقهر.10 هذا تأديب من الله ليتأدب به ، ويجوز أن يكون ذلك11 خلقا له وطبعا لكن يأمره الله12 تعالى بذلك حتى يكون إتيانه بمقتضى آمر الله دون مقتضى طبعه وخلقه. ومعنى قوله: فلا 2ل: لشفاعتهم 4: مع الخالفين 3م - فأما لو رأى نفسه قائما عليهم ورأى الرزق والكفاية من الله تعالى فهو يقلح خاودة: 5 سورة القلم، 4/68.
1 سورة آل عمران، 1593.
مسند أحمد بن حتبل 254/5؛ وسنن الترمذي، الزهد 35.
سورة التجم 17/53.
9: قوله: 1سورة الضحى، 9/93.
12 الله
Shafi 221