.................................................................................................
_________
= في سنده: هشام بن سعد: المدني أبو عبادة، أو أبو سعد، صدوق له أوهام، وحديثه لا ينتهض للاحتجاج به، ولكن روايته عن زيد جيدة، قال أبو داود: هو أثبت الناس في زيد بن أسلم. انظر "ميزان الاعتدال".
والحديث أخرجه: أبو داود في كتاب الزكاة، باب: الرجل يخرج من ماله "حديث رقم: ١٦٧٨".
والترمذي "تحفة" "١٠/ ١٦١"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وأحمد "٣/ ١١٢"، والدارمي في الزكاة، باب: الرجل يتصدق بجميع ما عنده "١/ ٣٩١"، والحاكم في "مستدركه" "١/ ٤١٤"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، وأخرجه أيضا أبو يعلى "٥/ ٢٨٩، ٢٩٠".
كلهم من طريق هشام بن سعد.
والحديث أشار إليه البخاري في "صحيحه" في كتاب الزكاة، باب "١٨": لا صدقة إلا عن ظهر غنى "فتح" "١٣/ ٢٩٤" فقال: " ... إلا أن يكون معروفا بالصبر فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة، كفعل أبي بكر ﵁ حين تصدق بماله".
وقال الحافظ في "الفتح" قوله: "كفعل أبي بكر حين تصدق بماله"، هذا مشهور في السير، ثم ذكر الحديث وقال عقبه: الحديث تفرد به هِشَامُ بْنُ سَعْدِ عنْ زيد، وهشام صدوق فيه مقال من جهة حفظه. ا. هـ.
أما بالنسبة لفقه المسألة فيتوارد لنا هنا أمران:
الأمر الأول: جواز التصدق بالمال كله، وأدلة القائلين بهذا الرأي منها:
١- هذا الحديث الذي بين أيدينا.
٢- وقول الرسول ﷺ فِي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري، وغيره: "لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ... " "فتح "٣/ ٢٧٦".
٣- قول الله تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ .
٤- حديث أبي هريرة في "صحيح البخاري" كتاب التفسير، تفسير قوله تعالى: ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ "فتح" "٨/ ٦٣١"، وفيه: "أتى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، أصابني الجهد. فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "ألا رجل يضيفه الليلة يرحمه الله؟ " فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: أنا يا رسول الله. فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيف رَسُولَ اللَّهِ ﷺ؛ ألا تدخرين شيئا؟ فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصبية. قال: فإذا أراد الصبية العشاء فنوميهم، وتعالي فأطفئي السراج، ونطوي بطوننا الليلة. ففعلت، ثم غدا الرجل عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فقال: "لقد عجب الله ﷿ أو ضحك من فلان وفلانة" =
1 / 65