١١- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، ثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ﵁ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: "إِنَّمَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالجور".
_________
١١ رجح الدارقطني وقفه على عمر، ﵁.
أما بالنسبة لإسناد هذا الحديث:
ففي إسناده: محمد بن الفضل، وكان قد تغير حفظه، وبمراجعة ترجمته في "التهذيب" و"الكواكب النيرات" وجد أن من هم في طبقة عبد بن حميد رووا عن محمد بن الفضل قبل الاختلاط، ولم نجد تصريحا لعبد بن حميد هل سمع من ابن الفضل قبل الاختلاط أم بعده؟
وإن كان مسلم روى في "صحيحه" "٣/ ١١٧٦" حديثا من طريق عبد بن حميد عن محمد بن الفضل في كتاب البيوع، باب كراء الأرض، فبهذا يقوى كون عبد بن حميد روى عن ابن الفضل قبل التغير، ولكنه أيضا ليس قاطعا.
ولكن أحمد أخرج الحديث في "مسنده" "١/ ٢٢" من طريق أبي سعيد عن ديلم بن غزوان به، بدون الزيادة الأخيرة، وأخرجه أحمد أيضا "١/ ٤٤" من طريق يزيد عن ديلم به، بدون الزيادة أيضا.
والزيادة التي عنيتها هي: "يتكلم بالحكمة ويعمل بالجور" فإذا وقف الأمر عند هذا الحد فيصحح الحديث.
ولكن هناك شيء آخر وهو اختلاف آراء العلماء في ميمون الكردي، فبعضهم قال: مقبول، وعلى هذا يكون حديثه صالحا في الشواهد.
وبعضهم قال ما يفيد أنه ثقة، فيصحح حديثه.
وهناك شيء آخر ذكره الدارقطني ﵀ ألا وهو: الاختلاف في رفع الحديث ووقفه، ففي "علل الدارقطني" "٢/ ٢٤٦": وسئل -أي: الدارقطني ﵀ عن حديث أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ عَنْ عُمَرَ قوله: "أخوف ما أَخَافُ عَلَيْكُمْ كُلَّ مُنَافِقٍ عَلِيمٍ اللسان" فقال: رواه المعلى بن زياد، عن أبي عثمان، عن عمر موقوفا غير مرفوع.
وكذلك رواه حماد بن زيد، عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن عمر قوله. وخالفه ديلم بن غزوان -ويكنى أبا غالب- عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، عَنْ أَبِي عثمان، عن عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ. وتابعه الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن ميمون الكردي، فرفعه أيضا إِلَى النَّبِيِّ ﷺ.
والموقوف أشبه بالصواب ... والله أعلم.
1 / 62