Muntakhab Fi Tafsir Al-Qur'an Al-Karim

Lajnat Quran Wa Sunna d. 1450 AH
73

Muntakhab Fi Tafsir Al-Qur'an Al-Karim

المنتخب في تفسير القرآن الكريم

Nau'ikan

75- كيف يسوغ لكم ألا تقاتلوا فى سبيل الله، مع أن المستضعفين من الرجال والنساء والذرية يستغيثون ويستنصرون ضارعين إلى الله يقولون: ربنا أخرجنا من ولاية هؤلاء الظالمين ومكنا بقوتك ورحمتك من أن نكون تحت ولاية المؤمنين، واجعل لنا من عندك نصيرا ينصرنا.

76- الذين صدقوا بالحق وأذعنوا له، يقاتلون فى سبيل إعلاء كلمة الله والعدل والحق، والذين جحدوا أو عاندوا يقاتلون فى سبيل الظلم والفساد، وبذلك كانوا أولياء الشيطان، فيا أيها المؤمنون قاتلوهم لأنهم أعوان الشيطان وأنصاره واعلموا أنكم منتصرون عليهم بتأييد الله، لأن تدبير الشيطان - مهما عظم فساده - ضعيف، والغلبة للحق.

[4.77-79]

77- ألم تنظر يا محمد فتعجب إلى الذين رغبوا فى القتال قبل أن يجئ الإذن به فقيل لهم: لم يأت وقت القتال، فكفوا أيديكم عنه، واحرصوا على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فلما فرض الله عليهم القتال إذا طائفة منهم يخافون الناس كخوف الله أو أشد وقالوا مستغربين: لم كتبت علينا القتال؟ متوهمين أن فى فرضية القتال تعجيلا لآجالهم ولذلك قالوا: هلا أخرتنا إلى زمن قريب نستمتع فيه بما فى الدنيا؟ فقل لهم: تقدموا للقتال ولو أدى إلى استشهادكم، فمتاع الدنيا مهما عظم قليل بجوار متاع الآخرة، والآخرة خير وأعظم لمن اتقى الله وستجزون على أعمالكم فى الدنيا ولا تنقصون من الجزاء شيئا مهما صغر.

78- إن الموت الذى تفرون منه ملاقيكم أينما كنتم، ولو كانت إقامتكم فى حصون مشيدة وإن هؤلاء الخائرين لضعف إيمانهم يقولون: إن أصابهم فوز وغنيمة هى من عند الله، وإن أصابهم جدب أو هزيمة يقولوا لك - يا محمد - هذا من عندك وكان بشؤمك. فقل لهم: كل ما يصيبكم مما تحبون أو تكرهون هو من تقدير الله ومن عنده اختبار وابتلاء، فما لهؤلاء الضعفاء لا يدركون قولا صحيحا يتحدث به إليهم.

79- ما يصيبك - أيها النبى - من رخاء ونعمة وعافية وسلامة فمن فضل الله عليك، يتفضل به إحسانا منه إليك، وما أصابك من شدة ومشقة وأذى ومكروه فمن نفسك بسبب تقصير أو ذنب ارتكبته. والخطاب للنبى لتصوير النفس البشرية وإن لم يقع منه ما يستوجب السيئة، وأرسلناك رسولا من عندنا للناس جميعا، والله شهيد على تبليغك وعلى إجابتهم، وكفى به عليما.

[4.80-83]

80- من يطع الرسول فقد أطاع الله، لأنه لا يأمر إلا بما أمر الله به، ولا ينهى إلا عما نهى الله عنه. فكانت طاعته فى الامتثال والانتهاء طاعة لله، ومن أعرض عن طاعتك فما أرسلناك إلا بشيرا ونذيرا لا حفيظا ومهيمنا عليهم، تحفظ عليهم أعمالهم، إن ذلك لنا لا لك.

81- ويقول هذا الفريق المتردد: أمرك مطاع، وليس لك منا إلا الطاعة فيما تأمر وتنهى، ولكن إذا خرجوا من عندك وابتعدوا عنك دبرت طائفة منهم أمرا وبيتته، غير الذى تقوله أنت لهم من أمر ونهى، والله - سبحانه وتعالى - يحصى عليهم ما يدبرونه فى خفاء. فلا تلتفت إليهم، وأعرض عنهم، وفوض أمرك إلى الله، وتوكل عليه، وكفى أن يكون الله وكيلك وحافظك تفوض إليه جميع أمورك.

82- أفلا يتدبر أولئك المنافقون كتاب الله فيعلموا حجة الله عليهم فى وجوب طاعته واتباع أمرك، وأن هذا الكتاب من عند الله لائتلاف معانيه وأحكامه، وتأييد بعضه لبعض. فهذا دليل على أنه من عند الله، إذ لو كان من عند غيره لتناقضت معانيه، واختلفت أحكامه اختلافا كثيرا.

Shafi da ba'a sani ba