348

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

قيل: لا ينكر أن يكون في كلامهم أصول غير ملفوظ بها -إلا أنها مع ذلك مقدرة١- وهذا واسع في كلامهم كثير. ألا ترى أنهم قد أجمعوا على أن أصل "قَامَ: قَوَمَ"، وهم مع ذلك لم يقولوا قط: "قَوَمَ"، ويقولون: إن أصل "يَقُوم: يَقْوُم" ولم نرهم قالوا: "يَقْوُم" على وجه، فلا ينكر أن يكون هنا أصول مقدرة غير ملفوظ بها. وكأن أبا بكر إنما ذهب إلى ذلك لما رأى العين مقلوبة، ولأنهم قد قالوا في جمع "حجر، وذكر: حجارة، وذكارة". و"فَعْل" إذا كانت عينه واوا يجري في كثير من أحكامه مجرى "فَعَل" مما عينه سالمة٢. ألا تراهم قالوا٣: "سوط وأسواط، وثوب وأثواب" كما قالوا: "جَمَل وأجمال، وجبل وأجبال" وقالوا: "سِيَاط، وثِيَاب" في الكثرة، كما قالوا: "جمال، وجبال"، فكذلك قدّروا جمع "ثور: ثِيَارة" كما قالوا: حجارة وذكارة" ثم قصروا كما بينت لك. ونظير هذا القصر قول الأخطل: كلمع أيدي مثاكيل مسلبة ... يندبن فتيان ضرس الدهر والخطب ٤ ويروى: ضرس بنات الدهر٤. قالوا: يريد: الخطوب. وكقول الراجز: حتى إذا بُلَّت حلاقيم الحلق

١ ظ، ش: مقدوره. ٢ ظ: تقرأ ساكنة وسالمة. وش: سالمة. ٣ ظ، ش: يقولون. ٤، ٤ ساقط من ظ، ش.

1 / 348