311

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

لا يهمزها، وإنما يجوز مثل هذا الغلط عندهم١ لما يستهويهم من الشبه؛ لأنهم٢ ليست لهم قياسات يستعصمون بها٢. وإنما يخلدون إلى طبائعهم، فمن أجل ذلك قرأ الحسن البصري٣ رحمة الله عليه٣: "وما تنزلت به الشَّيَاطون"٤؛ لأنه٥ توهم أنه جمع التصحيح٥ نحو "الزيدون" وليس منه. وكذلك قراءته: "ولا أَدْرَأْتُكُم به"٦ جاء به كأنه من "درأته" أي: دفعته وليس منه٧، وإنما هو من "دريت بالشيء" أي: علمت به٧، وكذلك قراءة من قرأ "عادَ للُّؤلى٨"، فهمز وهو خطأ منه. وهو بمنزلة قول الشاعر: لحب٩ المؤقدان إلى مُؤْسَى فهمز الواو الساكنة؛ لأنه توهم الضمة قبلها فيها. ومن ذهب إلى أن "أَوّل من وَألَ" فهو عندنا مخطئ؛ لأنه لا حجة له عليه -وقد ذكرته قبل- ولهذا الغلط نظائر في كلامهم، فإذا جاءك١٠ فاعرفه لتسلمه كما سمعته ولا تقس عليه. اختلاف العرب والعلماء في "مدائن": قال أبو عثمان: وأما "مدائن١١" فقد اختلفت العرب فيها والعلماء، فجعلها بعضهم "فعائل" فهمز، وقال بعضهم: هي "مَفَاعِل" فلم يهمزوا.

١ ص: عليهم. ٢، ٢ ظ: ليست لهم قياس يستعصمون بها. ش: ليس لهم قياس يستعصمون به. ٣، ٣ ظ، ش: ﵀. ٤ الآية ٢١٠ من سورة الشعراء ٢٦. ٥، ٥ ظ، ش: توهمه جمع التصحيح. ٦ من الآية ١٦ من سورة يونس ١٠. ٧، ٧ ساقط من ظ، ش. ٨ من الآية ٥٠ من سورة النجم ٥٣. ٩ ص: أحب. ١٠ ص: جاء، ظ: جاءه. ١١ ظ، ش: المدائن.

1 / 311