304

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ومما جاء على أصله "افعَلَلْت، وافعَالَلْت": قال أبو عثمان: ومما يجيء على أصله "افعللت، وافعاللت" وذلك١ "ابْيَضَضْت واسوددت٢، واحوللت، وابياضَضْت، واسواددت٢". وإنما جاء هذا على أصله من قِبَل أنهم لو أسكنوا المعتل هنا، ذهب المعنى وصرت إلى حذف بعد الإسكان، وعلة بعد علة، فتجنبوا هذا الحمل على الفعل كله، فأقروه٣ على أصله. قال أبو الفتح: يقول: لو أسكنوا الياء والواو في "ابْيضضت، واسْوددت" وقبل الياء الباء، وقبل الواو السين، وهما ساكنتان؛ لوجب٤ حذف الياء والواو، ولزال البناء، وهذا مثل ما تقدم. وقوله: "لو أسكنوا المعتل هنا٥" معناه: لو أسكنوا هنا الحرف الذي من شأنه أن يعتل، لكان كيت وكيت؛ "فهنا" ظرف لأسكنوا، وهو٦ منصوب به لا بالمعتل؛ لأنه ليس ههنا بمعتل، ولكنه أطلق عليه لفظ الاعتلال وإن كان صحيحا؛ لأن من شأن الواو والياء أن يعتلا فسمى الحرف معتلا بما هو في أكثر أحواله جارٍ عليه، أو بما يصير إليه من الاعتلال. كما تقول: "هذه حَلُوبتنا، وركوبتنا"، فتطلق عليها اسم "الحلب،

١ وذلك: عن ص، ظ. وفي ش، وهامش ظ: مثل. ٢، ٢ ساقط من ظ، ش. ٣ ظ، ش: وأقروه. ٤ ظ، ش: أوجب. ٥ ظ: هما، وهو خطأ. ٦ وهو: زيادة من ظ، ش.

1 / 304