276

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وأخبرني أبو علي أن الكوفيين يروُونه "بنات ألببه" يريدون: جميع "لب"، ومعناه: بنات ألب الحي، كما يقال١: بنات أعلمه. وذهب أبو العباس إلى أن نحو "مَقام، ومَباع" إنما اعتل؛ لأنه مصدر للفعل، أو مكان، دون أن يكون فُعِل ذلك به؛ لأنه على وزن الفعل. وأنكر ذلك أبو علي، وقال: ألا ترى إلى٢ إعلالهم نحو "باب، ودار" ولا نسبة بينه وبين الفعل أكثر من الوزن. فأما اعتلاله "بمَزْيَد، ومَرْيَم" فاسمان عَلَمان، والأعلام تغير كثيرا عن القياس. وأما اعتلاله بمَقْوَدَة فعليه لا له؛ لأنها مصدر، وإنما هي شاذة. وحكى أبو زيد: "وقع الصيد في مَصْيَدتنا" بفتح الميم، فهذا شاذ مثل "مَقْوَدة". وحكى: "هذا شيء مَطْيَبَة للنفس" و"هذا شراب مَبْوَلَة" وهذا كله شاذ. مجيء "استحوذ، وأغيلت المرأة" من الأفعال شواذ: قال أبو عثمان: ونظير هذا من الفعل ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ﴾ ٣، و"أَغْيَلَت المرأة، وأجْوَد، وأطْيَب" إلا أن هذا يكون فيه الاعتلال، ويجري على قياس الباب المطرد، إلا في "استحوذ، وأغيلت"، فإنا لم نسمعهما معتلين٤ في اللغة، ورُبّ حرف هكذا، فاحفظ ما جاء من هذا ولا تقسه، فإن مجرى بابه على خلاف ذلك.

١ ص: يقول. ٢ ظ، ش: أن، وهو خطأ فاحش. ٣ من الآية ١٩ من سورة المجادلة ٥٨. ٤ ص وهامش ظ: معتلين. وظ، ش: معتلتين.

1 / 276