231

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

ويدل١ عليه أنهم قد قالوا: "التوكيد، والتأكيد"، فهمزهم "التأكيد" يدل على أن الهمزة أصل غير مبدلة، إذ لم نرهم أبدلوا الواو الساكنة همزة. فأما قولهم: "إِجَاح، ووِجَاح" في الستر، فكل واحد منهما أصل وليست الهمزة بدلا من الواو عندي. يدل على ذلك قولهم٢ في معناه٢: "أجاح، ووَجاح"، فقولهم: "أجاح" بالفتح، يدل على أن الهمزة أصل غير منقلبة؛ لأنها مفتوحة. والواو المفتوحة لا تهمز، وليس لك أن تقيس على "أحد، وأناة" لقلة ذلك. الواو المفتوحة في أول الكلمة، لا تبدل همزة إلا شذوذا: قال أبو عثمان: فإذا كانت الواو أولا وكانت مفتوحة، فليس فيها إبدال إلا أن يشذ الشيء، فيجيء على غير القياس. قالوا: "امرأة أناة، وهي وَنَاة من الوُنِيّ". وقالوا: "أَحَد، في وَحَد"، وهذا٣ شاذّ نادر ليس مما يُتخذ أصلا، وإنما يُحفظ نادرا، فاعرف ذلك إن شاء الله. قال أبو الفتح: إذا كانت الواو المكسورة مع ثِقَل الكسرة، غير مطرد فيها الهمز، فالمفتوحة لخفة الفتحة يجب ألا تُهمز، فمن هنا كان شاذا. وحكى لي٤ بعض أصحابنا -أراه عن أبي علي ولم أسمعه منه- أن الهمزة

١ ص: ويدلهم. ٢، ٢ ظ، ش: بمعناه. ٣ ظ، ش: فهذا. ٤ ظ، ش: لنا.

1 / 231