214

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

وقد تحذف الواو للجزم كما تحذف الضمة في قولك: "لم يغزُ، ولم يدعُ"، فجرى ذلك مجرى "لم يضرِبْ"، فلما كانت الحركة١ مضارعة للحرف هذه المضارعة، صارت الواو المضمومة بمنزلة الواوين، فجاز همزها من حيث وجب همز جمع "واصلة"، إذا قلت: "أَوَاصِل" وأصلها في التقدير: "وَوَاصِل"، ولم يكن فيها ثقل الواوين، فتلزم الهمز٢ لا غير. بل لما كانت الواو المضمومة مشبهة للواوين، جاز فيها الهمز وتركه ولم يكن في ثقل الواوين فتلزم الهمز٢. وهذا هو القياس ليكون بين المشبه والمشبه به فصل؛ لأنه ليس به، ولو كان إياه لما كان مشبها به. ألا ترى أن ما لا ينصرف إنما مُنع الصرف لمشابهته الفعل، فمُنع ما لا يكون في الفعل وهو الجر والتنوين، ثم مع ذلك لا يبلغ أن يكون كالفعل من جميع وجوهه. ألا ترى أن حروف الجر تدخل عليه، ويكون٣ فاعلا وغير ذلك مما هو مختص بالأسماء، وغير جائز بالأفعال. "جواز همز الواو المضمومة ضما لازما، إذا كانت حشوا": فإن قيل: فإن الواو المضمومة ضما لازما إذا وقعت حشوا غير أول، جاز همزها نحو: "أدْوًر، وأسوق"٤، ولا يجوز ذلك في الواوين إذا وقعتا حشوا. ألا ترى أنك تقول في النسب إلى "نَوى، وطَوى: نَوَوِيّ، وطَوَوِيّ"

١ ظ، ش: الحرف، وهو خطأ. ٢، ٢ ساقط من ظ، ش. ٣ ويكون: غير واضح في ص. ٤ ظ، ش: سووق.

1 / 214