129

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

الميم في أول الكلمة زائدة: قال أبو عثمان: وأما الميم إذا كانت أولا، فهي زائدة بمنزلة الهمزة والياء؛ لأن الميم أولا نظيرة الهمزة. قال أبو الفتح: يقول: لا فصل بين الميم والهمزة إذا وقعتا أولا، فمتى وجب في الهمزة أن تكون زائدة ووقعت١ الميم موقعها، فاقض بزيادتها. الميم في مَعَدّ أصل، وليست زائدة: قال أبو عثمان: فأما معد، فالميم فيه من نفس الحرف لقول العرب: تَمَعْدَدَ، فإن قال قائل: فقد جاء مثل تمسكن؟ فإن هذا غلط وليس بأصل، وقد قالوا: "تَمَدْرَعَ"، والجيدة العربية "تَدَرَّعَ، وتَسَكَّنَ" وهو كلام أكثر العرب. وأنشد أبو زيد: ربّيتُهُ حتى إذا تَمَعْدَدَا كان جزائي بالعصا أن أُجلدا قال أبو الفتح: اعلم أنه إنما كان "معد" من معنى "تمعدد"؛ لأن "تمعدد" تكلَّم بكلام معد أي: كبر وخطب، هكذا كان أبو علي يقول. ومنه قول عمر٢، رضي الله عنه٢: "اخْشَوْشِنُوا وتَمَعْدَدُوا" قال أحمد بن يحيى: "تمعددوا" أي: كونوا على خُلُق مَعَدّ. فإذا كانت الميم في تمعدد فاء فهي

١ ظ، ش: وقعت، بدون واو عطف. ٢، ٢ ظ، ش: ﵀.

1 / 129