124

Mai Adalci

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث القديم

Lambar Fassara

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

Shekarar Bugawa

أغسطس سنة ١٩٥٤م

إمالة "لِا"؛ لأنها على ثلاثة أحرف، فهي بالمتمكنة أشبه؛ ولهذا كتبوها بالياء. فإن قلت: فقد قالوا: "حتي" فكتبوها بالياء، وإن لم تكن١ ممالة؟ قيل: إنما كُتبت بالياء١؛ لأن ألفها وقعت رابعة. وهذا من المواضع التي تغلب عليها الياء. ولم يكتبوا "إذا" بالياء٢ وإن كانت اسما لمّا لم تكن الإمالة تحسن فيها، ولو كتبوا "كلَّا" بالياء٢ قياسا على "حتّي" لكان وجها. وكَتْبهم٣ إياها أيضا بالألف صواب٤؛ لأنه لا موجب للإمالة فيها. وكذلك أيضا لو كتبت "حتى" بالألف قياسا على "كلا" لكان صوابا، ولكل علة قائمة. وأحسبني رأيت "حتى" بالألف بخط أبي العباس. وأما٥ إمالتهم "للكِنْ" فلأجل كسرة الكاف، فأشبه ذلك إمالة "عابد، وحاتم". وإن كان ليس مثله في كل موضع فقد يشبه الشيءُ الشيءَ من وجه ولا يشبهه من وجوه. فإن أُعطي بعض أحكامه فللشبه الذي بينهما، وإن مُنِعَهُ فلما فاته من تكامل الشبه. فتأمل هذا الموضع، فإنه مُسهَّل٦ عليك كثيرا مما تستقر به في اللغة العربية، فإن أكثر من يتسكع فيها إنما يلحقه ذلك لجهله بهذا الموضع. وقد كان أبو علي يقول في قول الراجز: فهي تنوش الحوض نوشا من علا نوشا به تقطع أجواز الفَلا

١، ١ ساقط من ظ، ش، وسقوطه أفسد المعنى. ٢، ٢ ساقط من ظ، ش، وسقوطه أفسد المعنى. ٣ ظ، ش: فكتبهم. ٤ صواب: ساقط من ظ، ش. ٥ ظ، ش: فأما. ٦ ظ، ش: يسهل.

1 / 124