Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time
مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
Mai Buga Littafi
دار الكتاب العملي
Shekarar Bugawa
1405 AH
لا نعترض على أشخاص بذواتهم إنما التعصب للفكر، والتحزب على الفكر، عن علم وهدى وبصيرة، لأن التعصب الأعمى لا يصدر إلا من الجهل العظيم الذي نربأ بأنفسنا عنه كما لا نرضاه لأحد من أهل القبلة الموحدين.
وليس ابن تيمية، ولا ابن القيم ولا أحدٌ ممن سبقهم أو خلفهم يستطيع أن يدعى العصمة لنفسه، فمن ادعى ذلك فقد ورَّط نفسه في حماقة الغرور التي يدين إليها فساد الملكات الإِنسانية الخيرة من قديم الزمان.
ولو أن أحداً من السلف أو الخلف خالف صريح النص القرآني أو السنة الصحيحة المأثورة عن سيدنا رسول الله ﷺ، فنحن أبرياء منه بل في حل من رأيه ومذهبه، وقد برئت ذمة الله منه.
والحكمة ضالة المؤمن، وبها تتطهر النفس البشرية من أوضار ورجس الشيطان ونزواته التي ينزو بها على الفطرة البريئة الموحدة في نفس الإِنسان فيفسد عليها استقامتها وعبوديتها.
والذي ينشد الحكمة في غير كتاب الله ضالٌ مضلٌ مبتدعُ دعيٌ كذابٌ أشرٌ لا يقبل الله منه عدلاً ولا صرفاً، كذلك الذي يتتبع سقطات العلماء فهو عطل من الفضيلة عارٍ من الخلق القويم، لأن عورات المسلمين منوطة بالكتمان وعلى الله قصد السبيل وهو يتولى السرائر، (حتى لا يظن ظان أننا نعمد إلى إثارة حرب فكرية بين أنصار السلف وأهل الإبتداع إنما التعويل كله على بيان الحجج والبراهين ومقارنة الأدلة، والمقيم على عقيدة لا يطيق تغييرها إلاَّ بإرادة الله سبحانه وتعالى في الخير له، وفي يقيني أن الإنسان لا يبدأ بعيش الفضيلة إلاَّ عندما يبدأ محاسبة نفسه وتوبيخها على إسرافها في الأمر وتقصيرها في جنب الله.
والذي أحب بيانه أننا لسنا ممن يستثمرون اللحى، ولا يتناحرون على الغانية ولا يرمون إلى سلطان زائل إنما مرادنا هو مرضاة الحق جل شأنه، ودحر الجهل الذي ران على كثير من القلوب ولولاه لصلح أمر كثير من الناس المخطئون.
ولا جرم أن عنصر الخير موجود في أمة رسول الله ﷺ والفضيلة حرية بأن
8