Debates of Ibn Taymiyyah with the Jurists of His Time
مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره
Mai Buga Littafi
دار الكتاب العملي
Shekarar Bugawa
1405 AH
هو المجاهد الذي لم يبارز أحداً إلا غلبه، فسن للعلماء والفقهاء من بعده أن يجاهدوا باللسان والقلم والسيف جميعاً في سبيل الله.
وكان كرّم الله وجهه أقضى الصحابة، وكلماته سراج منير أستضيء به في حياتي بعد الكتاب والسنّة: (وآه من قلة الزاد وطول السفر ووحشة الطريق!).
فقال ابن عطاء الله: فهل يسأل أمير المؤمنين الإمام علي كرم الله وجهه عن بعض من شايعوه، فقالوا: أن جبريل أخطأ، فجاء بالرسالة محمداً بدلاً من علي؟ أو عن الذين زعموا أن الله حل في جسده، فصار الإمام إلهاً، ألم يقاتلهم؟! ويقتلهم؟! أما أفتى بقتلهم أينما ثقفوا؟!
قال ابن تيمية: (وبهذه الفتوى خرجت لقتالهم في الجبل بالشام منذ أكثر من عشرة أعوام).
قال ابن عطاء الله: والإمام أحمد رضي الله عنه: أيسأل عما فعله بعض أتباعه، من كبس الدور، وإراقة الخمور، وضرب المغنيات والراقصات واعتراض الناس في الطرقات باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إنما أفتى رضي الله عنه بتعزير هؤلاء فجُلدوا وسُجنوا وطيف بهم مقلوبين على ظهور الحمير، أم هل الإمام أحمد رضي الله عنه مسؤول عن تلك الأعمال التي ما زال أراذل الحنابلة يأتونها حتى يومنا هذا باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فالشيخ محيي الدين بن عربي بريء مما يصنعه أتباعه من إسقاط التكاليف الدينية، واقتراف المحرمات، أترى هذا.
قال ابن تيمية: ولكن أين تذهبون من الله وفيكم من يزعم أنه بشر الفقراء بأنهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء، فسقط الفقراء منجذبين، ومزقوا ملابسهم، وعندئذ نزل جبريل وقال للنبي ﷺ إن الله تعالى يطلب حظه من هذه المزق فحمل جبريل واحدة منها، وعلقها على عرشه تعالى، ولهذا يلبس الصوفية المرقعات ويسمون أنفسهم الفقراء.
15