ويزداد هذا الكتاب أهمية إذا علمنا أن الذي اختصره هو الإمام تقي الدين أحمد بن محمد الأدمي، ممن هذَّب كلام المتقدمين، كما ذكر المرداوي في مقدمته على "الفروع" (١).
* يقول الأدمي ﵀ في خطبته في المنوَّر:
"فهذا مختصر في الفقه على مذهب الإِمام الأنبل أحمد بن محمد بن حنبل، سمَّيته بـ "المنوَّر في راجح المحرّر"، قرَّبت فيه جمل ألفاظه ليسهل على متعلمه وحفَّاظه. . . ".
لهذا، فإن هذا الكتاب يعد من النوادر التي قربت أحد أهم المصنفات الفقهية على مذهب الإمام أحمد لمكانة مؤلفه ومختصره على حد سواء عند "المتوسطين" أو "المتأخرين" من علماء المذهب.
* ولمعرفة هذه المكانة التي يتبوأُها صاحب المحرر، يقول العلامة البهوتي في "شرح الإِقناع" ما نصه:
"إذا أطلق المتأخرون كصاحب الفروع والفائق والاختيارات وغيرهم "الشيخ" أرادوا به الشيخ العلامة موفق الدين أبا محمد عبد اللَّه بن قدامة المقدسي، وإذا قيل: "الشيخان" فالموفق والمجد، وإذا قيل "الشارح" فهو شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن أبي عمر المقدسي، وهو ابن أخي الموفق وتلميذه، وإذا أطلق "القاضي" فالمراد به القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن محمد بن خلف الفراء، وإذا قيل: "وعنه"، أي عن الإِمام أحمد ﵀، وقولهم: "نصًّا" معناه نسبته إلى الإِمام أحمد ﵀. . . " (٢).
_________
(١) انظر: ابن مفلح الإِمام شمس الدين أبي عبد اللَّه محمد "كتاب الفروع"، ويليه: "تصحيح الفروع" للمرداوي، علاء الدين أبي الحسن علي بن سليمان، مراجعة عبد الستار فراج، (١/ ٥٠)، ط ١٣٨٨ هـ - ١٩٦٧ م.
(٢) البهوتي، الشيخ منصور بن يونس، "كشاف القناع عن متن الإقناع" (١/ ٢٠ - ٢١).
1 / 20