كنت وحدي ضيفك. أما شلتنا - وكانت مؤلفة من عشرين خرزة عين - فكل واحد منها كان ضيف كيسه ...
في تلك الليلة كنت تتمايل في برد الشباب غصن بان، وكنت أنا جميزة - حسب تعبيركم الجديد.
جميزة كتلك التي صعد عليها زكا، رئيس العشارين؛ لأنه اشتهى أن يرى يسوع.
كان زكا قصير القامة، كما عبر لوقا في إنجيله، وكان يمشي مع الأرض، كما أعبر أنا، فما وقعت عينه على يسوع لو لم يلتجئ إلى تلك الجميزة؛ لأن الجماهير حالت دون ذلك.
فأنا في ذلك الزمان كنت أصلح رئيسا بالتزكية لحزب الجميز، وقد أعود جميزة إذا شئت، ولكن ريجيم الدكتور حتى الصارم قد أذاب الشحم، وأخشى أن يقرض اللحم.
وفي رجعتي من حلب، طلبت في جبيل فرسا، فقدموا لي بغلا؛ لأنه أثبت من الخيل ظهرا، وكانت المساومة على الأجرة؛ فاشتط المكاري فيها فقلت له: لا تظلمني يا إسماعيل، السعر معروف.
فتضاحك إسماعيل ورسم دائرة واسعة بذراعيه، وقال: يا بارك الله! ادفع يا سيدي على الأقة، وهذا القبان حاضر.
فقلت له: نشكر الله على أنك جعلتني من مال القبان، لا من مال الغراز والكيس ...
وأخيرا اتفقنا ووصلنا إلى عين كفاع المحروسة.
وعادت بي الذكرى إلى حلب، فكرت بذاك الشاب اللبناني المتحفز للوثوب، وأيقنت أن ساحة جريدة «التقدم» لا تسع هذا المصارعجي الذي عنده لكل ساقطة لاقطة، ثم صرت أقرأ له في الصحف اللبنانية ما يبشر بأن يكون من عمالقة الصحافة؛ لأنه لهذا خلق.
Shafi da ba'a sani ba