قلت: طابخ السم آكله، فبعد أن أعطى الكرسي الرسولي الرهبان الموارنة حق انتخاب رئيسهم العام ومدبرهم، وبينا كانوا يمشطون لحاهم للرئاسة؛ أخذ الكرسي الرسولي هذا الحق بدون سابق علم أو إنذار.
قال لهم القاصد: انتخبوا وهاتوا الأوراق مختومة لنرسلها إلى رومية حيث تفرز وتأتيكم النتيجة ...
تماما كما فعلوا في انتخاب المطارنة؛ انتخبوا أربعة فعادوا ثلاثة، منهم واحد رفض، واثنان لم ينتخبا، بل عينتهما رومية كما عينت البطريرك من قبل، وواحد فقط من الذين اختارهم المجمع.
ورب معترض قال: إذا فرزت الأوراق في رومية، ألا يكون هذا انتخابا؟
قلت: بلى، ولكن هذا امتهان لكرامتنا الشرقية، فإما أن هؤلاء رهبان صالحون كما يفترض في الراهب أن يكون، وإما أنهم لا يؤتمنون فيجب أن ينصرفوا إلى بيوتهم.
هذا أولا، أما ثانيا فالملدوغ يخاف من جرة الحبل؛ ففي سنة 1875م جمعوا الرهبان للانتخاب، وكان المجمع في حريصا - مركز القصادة صيفا - ولما أصابت القرعة الأب نعمة الله القدوم المعروف بالكفري، وقف القاصد لوديفيكوس وقال: الأب مرتينوس الغطساوي رئيسكم، وإننا نسأل الله ألا تتكرر المأساة في المدينة الأزلية.
وإن جرؤ كاهن أو مطران أو بطرك على دحض، أثبت له ذلك بالوثائق الزجلية التاريخية التي قالها الخوري يواكيم القدوم مفصلا فيها الوقائع التاريخية، وسوف تقرأ النصوص كاملة في كتابنا: «الاحتلال الروماني».
قد يقول بعضهم: تريد رومية أن تكون الرعية كلها لراع واحد.
وأنا أقول لهذا البعض: ليست هذه روح الآية، فلكل قطيع لون، كما أن الرعاة يكونون متفقين إيمانا، مختلفين وجوها.
عجيب! أيسلب استقلالنا في زمن تزعجني فيه الطائرات الصارخة فوق بيتي كل صباح، ونكون أحرارا يوم كان يأتينا صاحب الغبطة على بغلة طورا تتعس،
Shafi da ba'a sani ba