إنهم يأبون أن تنصل صبغتهم الشرقية العتيقة، فالماروني الأصيل ينظر إلى الخوري الماروني المتبرنط وكأنه دخل في التجرية، ولكن الذين يربون ناشئتنا الإكليريكية، يحاولون أن يجعلوا منهم إكليروسا أوروبيا، ولا يبعد أن تأتي ساعة يستحيل فيها قاووق الخوري الماروني إلى «كاسكات» مثلثة القرون ...
فيا أيها البطرك العظيم، لقد أبيت أن تحضر دفن المجمع اللبناني، فعسى ألا يكون أجل دفنه إلى ما بعد دفنك.
نم مستريحا، فالغاب ما خلا من أسده، والمردة الموارنة صلاب العود، وقناتهم لا تلين، وما أحلى القول في هذا المقام:
لا تزأروا حولها فالله حاميها
ولا تقولوا خراف مات راعيها
وعسى ألا يرضى أي مطران كان أن يصعد إلى السدة على جثة المجمع اللبناني ...
23 / 5 / 1955م
قيامة الميت: «رومية والمجمع اللبناني»
لم أكن أعلم عندما تحدثت عن المعضلة المارونية أن المجمع اللبناني مات وتخت عظامه، ولو عرفت، كنت - على الأقل - قمت بواجب تعزية الطائفة التي أنا منها، وأين أهرب واسمي مارون؟!
أما موتة المجمع اللبناني فحكاية غريبة عجيبة، تدل على ما أعجز عن نعته، وأعيذ المجمع المقدس للكنيسة الشرقية وأمين سر نيافة الكردينال تيسران ألا تكون لهما الجرأة الكافية لإعلان موت مجمعنا اللبناني في حينه.
Shafi da ba'a sani ba