أما الصراع بينه وبين رومة فابتدأ منذ صار بطريركا.
كانوا يطلعون عليه كل يوم بجديد، وهو يقول: لا، ويمضي بطريقه.
ودعته رومة لحضور حفل ذكرى مرور مائتي سنة على المجمع اللبناني، فأجاب: ادفنوه بغيابي؛ لا أريد أن أحضر احتفال هضم حقوق طائفتي.
صمد إلياس بوجه رومة فحال دون مس المجمع اللبناني؛ لأن مطارينه مصنوعات وطنية، والبطرك أنطون صمد، ولكنه لم يحل؛ لأن أكثر مطارينه شغل البلاد ...
ومع ذلك لم يعترف البطرك أنطون باللجنة الرسولية ولم يذعن لها، بل ظل يقضي ويمضي حتى أقعده المرض.
أما كيف بدأت رومة ترسم مطارنة موارنة، وتنقلهم من أبرشية إلى أبرشية؛ فكان هكذا:
المطران بولس عواد الذي صرخ بجيانيني، القاصد الرسولي، حين جاء بكركي يوم انتخاب البطرك أنطون: «ما لك شغل معنا.» ولم تفتح له بوابة بكركي، فعاد على أعقابه، هو الذي شق الطريق للفاتيكان حين رفع استقالته من أبرشية قبرص إلى قداسة البابا، بدلا من أن يرفعها إلى نسيبه البطرك أنطون، فصار من حق رومية أن تسيم هي أسقفا محله ، فكان المطران فرنسيس أيوب. واليد متى امتدت يصعب ردها، ومع ذلك مات البطرك أنطون مؤمنا بحق طائفته، مات ولم يلن.
فضل أن يموت والبابوية غير راضية على أن تقول الأجيال الآتية: البطرك أنطون هدم استقلال طائفته.
ومن يقرأ وصيته ير في البند الأول إعلان إيمانه وخضوعه لشرائع الكنيسة ولرئيسها البابا المعصوم.
وفي البند الثاني - وهو بيت القصيد - يغفر لكل من أساء إليه عملا في هذه الحياة.
Shafi da ba'a sani ba