وتيم الأدرم [١] بن غالب [٢] ومعيص بن عامر بن لؤي،/ فهؤلاء يدعون الظواهر فأقاموا بظهر مكة. إلا أن رهطا من بني الحارث بن فهر وهم رهط أبي عبيدة بن الجراح نزلوا الأبطح، فهم مع المطيّبين، وكان أول مال أصابه قصي [٣] بن كلاب أنه كان رجل من عظماء الحبشة أقبل إلى مكة بتجارة فباعها ثم انصرف يريد أهله فتبعه قصي وقتله وأخذ ماله فتزوج حبّى [٤] بنت حليل [٥] بن حبشيّة [٦] فولدت له أربعة نفر: عبد الدار، وعبد العزى، وعبد مناف، وعبد بني قصي، وكان قصي يقول: ولد لي أربعة نفر فسميت اثنين بإلهي وواحدا بداري وواحدا بنفسي، وكان قصي شريف أهل مكة لا ينازعه احد في الشرف، فابتنى دار الندوة [٧]، ففيها كانت تكون أمور قريش فيما ينوبهم وفيما أرادوا من نكاح أو حرب أو مشورة [٨] وما عساه [٨] ينوبهم حتى إن كانت الجارية لتبلغ [٩] أن تدرع فلا يشق درعها إلا فيها [١٠] تيمنا بها وتعظيما لها وتشريفا لأمرها وشأنها قال: فلما كبر قصي ورقّ [١١] جعل الحجابة والندوة والسقاية والرفادة واللواء لعبد الدار وكان أكبر ولده وكان ضعيفا مسنا، فخصه بذلك ليلحقه باخوته، وكانت الرفادة خراجا [١٢] تخرجه قريش من أموالها
_________
[١] في الأصل: الادزم- بالزاي المعجمة، والأدرم لقب.
[٢] بن فهر.
[٣] راجع طبقات ابن سعد ١/ ٦٦- ٧٣ تجد فيها حديث قصي بن كلاب أكثر بسطة ووضاحة والتئاما مما هو في المنمق.
[٤] حبى بضم الحاء المهملة وفتح الباء المشددة الموحدة التحتانية.
[٥] حليل كزبير.
[٦] حبشية بضم الحاء المهملة وسكون الباء الموحدة وكسر الشين وتشديد الياء المثناة.
[٧] في الأصل: دار ندوة.
[٨] في الأصل: فما عساه.
[٩] في أخبار مكة ص ٦٦: وكانت الجارية إذا حاضت أدخلت دار الندوة ثم شق عليها بعض ولد عبد مناف درعها ثم درّعها إياه وانقلب بها أهله فحجبوها- انظر أيضا سيرة ابن هشام ص ٨٠ وطبقات ابن سعد ١/ ٧٠ وتاريخ الطبري ٢/ ١٨٤ وتاريخ ابن الأثير ٢/ ٨.
[١٠] في الأصل: فيما.
[١١] في الأصل: فرق.
[١٢] هكذا في الأصل، وفي المراجع التي بأيدينا: خرجا، والخرج كقتل: الضريبة.
1 / 32