Munadulujiyya
المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي
Nau'ikan
إن الذاكرة تمد النفوس بنوع من الاستنتاج،
41
الذي يحاكي العقل وإن وجب تمييزه عنه. فنحن نرى الحيوانات إذا أدركت شيئا ذا أثر بالغ عليها، وكانت قد أدركته قبل ذلك إدراكا مشابها، نراها بفضل الذاكرة تتوقع ما ارتبط من قبل بهذا الإدراك وتحس بمشاعر شبيهة بتلك التي أحست بها. فإذا لوحنا مثلا بالعصا للكلاب تذكرت الألم الذي سببته لها، وأخذت تنبح ولاذت بالفرار (قارن التيوديسية، المقدمة، 65). (27)
والتصور الحسي القوي الذي يثيرها ويحركها إما أن يأتي من حجم الإدراكات السابقة أو من عددها؛ لأن الانطباع القوي غالبا ما يؤدي دفعة واحدة إلى نفس الأثر الذي تؤدي إليه عادة طويلة،
42
أو إدراكات كثيرة متكررة ومتوسطة القوة.
43 (28)
ويسلك الناس سلوك الحيوانات حين لا تتم الاستنتاجات من إدراكاتهم إلا عن طريق مبدأ الذاكرة، وهم في هذا يشبهون الأطباء التجريبيين،
44
الذين يملكون القدرة على الممارسة العملية البسيطة، ويفتقرون إلى النظرية. ونحن في ثلاثة أرباع تصرفاتنا لا تزيد عن كوننا تجريبيين. فإذا توقعنا مثلا أن يطلع النهار في صباح الغد، كنا في مسلكنا هذا تجريبيين؛ لأن هذا هو الذي حدث حتى الآن. أما عالم الفلك فهو وحده الذي يحكم العقل في هذا الأمر.
Shafi da ba'a sani ba