85

Munadama

منادمة الأطلال ومسامرة الخيال

Bincike

زهير الشاويش

Mai Buga Littafi

المكتب الإسلامي

Lambar Fassara

ط٢

Shekarar Bugawa

١٩٨٥م

Inda aka buga

بيروت

أَبِيه وَالْملك الأمجد كَانَ صَاحب بعلبك بعد أَبِيه وَأخذت مِنْهُ سنة سبع وَعشْرين وسِتمِائَة أَخذهَا مِنْهُ الْملك الْأَشْرَف مُوسَى وردهَا إِلَى أَخِيه الصَّالح إِسْمَاعِيل فَقدم الأمجد دمشق وَأقَام بهَا ثمَّ انه اتهمَ أحد مماليكه بِسَرِقَة حياصة لَهُ وحبسه فِي خزانته وبينما هُوَ ذَات لَيْلَة منشغل بالنرد إِذْ بالغلام قد ولع بَرزَة الْبَاب فقلعها وهجم على الأمجد فَقتله وهرب وَرمى بِنَفسِهِ من السَّطْح فَمَاتَ وَقيل لحقه المماليك عِنْد وُقُوعه فقطعوه بِالسُّيُوفِ وَدفن بتربته الَّتِي هِيَ بِجَانِب تربة أَبِيه فِي الشّرف الشمالي قَالَ مُحَمَّد بن شَاكر الكتبي فِي فَوَات الوفيات وَغَيره كَانَ ذَلِك سنة تسع وَعشْرين وسِتمِائَة وَقيل سنة ثَمَان وَعشْرين وَالْأول اصح وَقَالَ أَيْضا كَانَ الأمجد أديبا فَاضلا شَاعِرًا لَهُ ديوَان شعر مَوْجُود فِي أَيدي النَّاس ثمَّ أورد شَيْئا من كَلَامه وَمِنْه قَوْله (قُولُوا لجيران العقيق والنقا ... حتام تهدون إِلَيْنَا القلقا) (يَا سَاكِني قلبِي عَسى مُبشر ... يُخْبِرنِي مَتى يكون الْمُلْتَقى) (مَا لبقائي بعد بعد عَنْكُم ... معنى فان لَقِيتُم طَابَ البقا) (أشقاني الدَّهْر فان أسعدني ... بِجمع شملي بكم زَالَ الشقا) (أهواكم واقلقي وقلما ... يجمع مَا بَين الغرام والتقى) (حبكم سفينة ركبتها ... مَأْمُونَة فَكيف أخْشَى الغرقا) (حاشا لمن اصبح يَرْجُو الْوَصْل أَن ... يُمْسِي بِنَار هجركم محترقا) وَقَوله (دَعَوْت بِمَاء فِي إِنَاء فَجَاءَنِي ... غُلَام بهَا صرفا فأوسعته زجرا) (فَقَالَ هُوَ المَاء القراح وانما ... تجلى لَهَا خدي فأوهمك الخمرا) وَأورد ابْن الساعاتي قِطْعَة من جيد شعره الْفَائِق ونظمه الرَّائِق فَمِنْهُ مَا قَالَه على البديهة فِي شَاب يقطع قضبان بَان (من لي بأهيف قَالَ حِين عتبته ... فِي قطع كل قضيب بَان رائق) (يَحْكِي شمائله الرشاق إِذا انثنى ... رَيَّان بَين جداول وَحَدَائِق)

1 / 85