أحدا أَن يَصْحَبهُ وَيكثر لَقِي الْجَنَائِز وعيادة المرضى وزيارة الْقُبُور وَله مَعْرُوف مَعْرُوف فِي السِّرّ والجهر وَكَانَ ضَعِيف البنية رَقِيق الصَّوْت لَهُ حدية يغطيها الطيلسان وَكَانَ بِهِ سوء خلق يكمد بِهِ نَفسه وَلَا يضير أحدا بِهِ ولأصحاب الْفَضَائِل عِنْده نفاق يحسن إِلَيْهِم وَلَا يمن عَلَيْهِم وَلم يكن لَهُ انتقام من أعدائه إِلَّا بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم أَو الْأَعْرَاض عَنْهُم وَكَانَ دخله ومعلومه فِي السّنة خمسين ألف دِينَار سوى متاجر الْهِنْد والمغول وَغَيرهمَا وأحوج مَا كَانَ إِلَى الْمَوْت عِنْد تولي الإقبال وإقبال الأدبار وَهَذَا يدل على أَن لله بِهِ عناية وَيُقَال أَن مسودات رسائله فِي المجلدات والتعليقات فِي الأوراق إِذا اجْتمعت لَا تقصر عَن مائَة مجلدة وَله نظم كثير وَقيل انه ملك من الْكتب مائَة ألف مجلدة وَقد أثنى عَلَيْهِ الْعِمَاد الْكَاتِب ثَنَاء عَظِيما توفّي سنة
وَبنى للشَّافِعِيَّة مدرسة بِالْقَاهِرَةِ وشرك مَعَهم الْمَالِكِيَّة بهَا ومكتبا للأيتام وترجمه الذَّهَبِيّ فِي تَارِيخه فِي ورقتين وَنصف قَالَ ابْن كثير وَالْعجب أَن القَاضِي الْفَاضِل مَعَ براعته وفصاحته الَّتِي لَا يدانى فِيهَا وَلَا يجارى لَا يعرف لَهُ قصيدة طَوِيلَة رنانة لَهُ مَا بَين الْبَيْت والبيتين وَالثَّلَاثَة فِي أثْنَاء الرسائل وَغَيرهَا هَذَا كَلَام ألاسدي وَاعْترض عَلَيْهِ بِأَن لَهُ قصيدة طَوِيلَة رنانة مطْلعهَا
(لله روض بالحدائق محدق ... وَبِكُل مَا تهوى النواظر مونق)
وَهِي فَوق الثَّلَاثِينَ بَيْتا وَله غَيرهَا مِمَّا هُوَ أطول مِنْهَا
حرف الْقَاف
دَار الحَدِيث القلانسية
هِيَ بالصالحية قَالَ النعيمي بهَا رِبَاط ومئذنة وتعرف الْآن بالخانقاه غربي مدرسة أبي عمر قَالَ العلموي قلت هِيَ نهر يزِيد جَار فِي وَسطهَا وَينزل إِلَيْهَا من درج انْتهى
أَقُول فتشت عَنْهَا كتابتي هَذِه الأسطر وَذَهَبت إِلَى الصالحية فدللت على
1 / 51