وَقد تولى مشيختها قَدِيما الْعَلامَة شهَاب الدّين عبد الْحَلِيم ابْن تَيْمِية ثمَّ وَلَده الإِمَام شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين احْمَد بن تَيْمِية ثمَّ الإِمَام شيخ الْمُحدثين قدوة الْحفاظ والقراء مُحَمَّد بن احْمَد بن عُثْمَان بن قايماز الذَّهَبِيّ ثمَّ صدر الدّين سُلَيْمَان الْمَالِكِي ثمَّ بعد كتابتي لذَلِك اطَّلَعت على رِسَالَة سماهاه صَاحبهَا الْكَلَام على بِنَاء التدمري فَكَانَ محصلها أَن الإِمَام شيخ الْإِسْلَام احْمَد بن تَيْمِية كَانَ سَاكِنا بمحلة القصارين دَاخل بَاب الْجَابِيَة فِي مدرسة تعرف بالسكرية وَهِي دَار حَدِيث وَهِي صَغِيرَة ضيقَة حرجة وَقفهَا ضَعِيف جدا يبلغ فِي السّنة خَمْسمِائَة دِرْهَم وَهِي تحْتَاج خمسين آلفا فَانْتدبَ لذَلِك رجل بِدِمَشْق يُقَال لَهُ مُحَمَّد بن عبد الْكَرِيم التدمري وَهُوَ من اعيان التُّجَّار وَمن المحبين لشيخ الْإِسْلَام فَكتب محضرا بِأَن جدران الْمدرسَة تعيبت وسقوفها تحْتَاج إِلَى فك فعارضهم زين الدّين عبد الرَّحْمَن بن رَجَب بِدَعْوَى أَن النّظر مفوض إِلَيْهِ من بعض الْقُضَاة وَبعد أُمُور يطول شرحها بناها ابْن التدمري وَزَاد فِيهَا قاعة لَهُ كَانَت بجوارها وَجعل لَهَا ميضأة وَبنى فَوق القاعة حجرات واتمها سنة خمس وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة وَكَانَ الْمصرف على بنائها من مَاله وَقَررهُ القَاضِي نَاظرا عَلَيْهَا قَالَ ابْن مشجرة صَاحب الرسَالَة الْمَذْكُورَة وَيجب أَن تسمى هَذِه الْمدرسَة الشمسية لَان واقفها شمس الدّين ابْن التدمري والرسالة الْمَذْكُورَة فِي نَحْو خمسين ورقة وَلَكِن هَذَا ملخصها
حرف الشين
دَار الحَدِيث الشقشقية
قَالَ فِي تَنْبِيه الطَّالِب هِيَ بدرب البانياسي كَانَت دَارا للشَّيْخ الْمُحدث نجيب الدّين أَبُو الْفَتْح نصر الله بن أبي العبر مظفر بن عقيل الشَّيْبَانِيّ الدِّمَشْقِي الصفار الشَّاهِد فأوقفها دَار حَدِيث وَقَالَ ابْن كثير وقف دَاره بدرب البانياسي دَار حَدِيث وَهِي الَّتِي كَانَ يسكنهَا شَيخنَا الْمزي الْحَافِظ قبل انْتِقَاله إِلَى دَار حَدِيث الاشرفية انْتهى
أَقُول لم ادر مَا درب البانياسي وَلَا فِي آيَة نَاحيَة هُوَ وَلم أجد من يُخْبِرنِي عَنهُ وَذَلِكَ عُذْري فِي ترك التَّحْقِيق عَن موضعهَا
1 / 46