طولون وفوض إِلَيْهِ أمره فعمره وَعمر أوقافه وَقرر فِيهِ دروس الْفِقْه والْحَدِيث وَجعل من ذَلِك وَقفا يخْتَص بالديوك الَّتِي تكون فِي مَكَان مَخْصُوص من سطح الْجَامِع وَزعم أَنَّهَا تعين الموقتين وتوقظ المؤذنين بالأسحار واثبت ذَلِك ضمن كتاب الْوَقْف فَلَمَّا قرئَ على السُّلْطَان أعجبه مَا اعْتَمدهُ فِي أَوله وَلكنه لما انْتهى إِلَى ذكر الديوك أنكر ذَلِك وَقَالَ أبطلوا هَذَا لَا يضْحك النَّاس علينا وَكَانَ سَبَب اخْتِصَاص فتح الدّين بِهِ انه سَأَلَ الشَّيْخ شرف الدّين الدمياطي يَوْمًا عَن سنة وَفَاة الإِمَام البُخَارِيّ فَلم يستحضر التَّارِيخ فَسَأَلَ الْأَمِير سنجر عَن ذَلِك فَأَجَابَهُ فاختص بِهِ وغالب رُؤَسَاء دمشق وكبارها وعلمائها نشأوه فِي ذَلِك الزَّمن وَقد تَرْجمهُ ابْن الزملكاني واثبت القصائد الَّتِي مدح بهَا فِي مجلدتين وَكتب إِلَيْهِ عَلَاء الدّين الوداعي فِي وَفَاة وَلَده عمر
(قل للأمير وعزه فِي نجله ... عمر الَّذِي أجْرى الدُّمُوع أجاجا)
(حاشاك تظلم ربع صبرك بَعْدَمَا ... أَمْسَى لسكان الْجنان سِرَاجًا)
وَقَالَ فِيهِ لما اخذ فِي دويرة السميساطي بَيْتا
(لدويرة الشَّيْخ السميساطي من ... دون الْبِقَاع فَضِيلَة لَا تجْهَل)
(هِيَ موطن للأولياء ونزهة ... فِي الدّين وَالدُّنْيَا لمن يتَأَمَّل)
(كلت مَعَاني فَضلهَا مذ حلهَا ... الْعَلامَة الْفَرد الغياث الموئل)
(أَنِّي لأنشد كلما شاهدتها ... مَا مثل منزلَة الدويرة فَنزل)
1 / 38