هذا وانه لمن المروءة والاعتراف بالفضل لأهله أن نختم هذه المقدمة بالتنويه بشأن كل من الأستاذ أحمد توفيق المدني والأستاذ عثمان الكعاك والشيخ عبد الرحمن الجيلامي إذ لم يغمطوا حق الرستميين ( وهم الأباضية ) ، بل نوهوا بشأن دولتهم بالجزائر وممتلكاتها الواسعة ، وما كانت عليه من العمران والرقي والعدل الشامل الشبيه كل الشبه بعهد الخلفاء الراشدين ، والأول عن ذلك فاستطرد للتعريف بالأباضية ومواطنهم أينما كانوا قديما وحديثا . وهو عمل يستحقون عليه الثناء الجزيل من جهتين : جهة إنصافهم لهؤلاء الناس وما لهم في التاريخ من ذكر وأثر ، وجهة التعريف بهم إلى الجم الغفير ممن يجهل تاريخهم النقي الناصع الذي هو جزء متمم لعقد التاريخ الإسلامي الزاهر.
وليس دونهم في استحقاق الحمد والشكر كل من الأستاذ السيد محب الدين الخطيب والأستاذ أمين سعيد ومن على شاكلتهما من المنصفين الذين لا يكتمون الحق ولا يكابرون الوجدان فيتعمدون هضم الحقوق وطمس الحقائق . وفق الله الجميع لخير الدنيا والدين ، إنه ولي التوفيق ، نعم المولى ونعم النصير .
Shafi 8