عبد الملك بن مروان وبعهد من أبيه تولى الملك عبد الملك بن مروان الفقيه النابغة ، فوطد بحق ملك بني مروان ودعم
قواعده وتغلب على من ناوأه كما تغلب على عبدالله بن الزبير بواسطة الحجاج بن يوسف الذي ضرب مكة بالمجانيق وصلب ابن الزبير وعتا عتوا كبيرا في العراق لما ولاه عبد الملك عليها بعد ذلك . وإلى هنا انتهى ما أردنا سرده من الحوادث التاريخية العامة إذ ليس المقصود لنا إلا شيئا واحدا هو أن نأتي بمختصر وجيز من تاريخ مذهب الأباضية غير المعروف عند فريق كبير من أهل العلم والأدب في الشرق الإسلامي مع نبذة مما بين هذا المذهب والمذاهب الأربعة من المسائل الخلافية تتميما للفائدة وتعريفا بما لا يعرفه الكثير من المتنورين منهم . وإنما لأجل الربط فقط أوردنا سلسلة مختصرة من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبد الملك ابن مروان المعاصر لامام الأباضية عبدالله بن أباض المري التميمي التابعي رضي الله عنه.
ظهور المذهب الأباضي وإمامه عبد الله بن أباض
ظهر المذهب الأباضي في القرن الأول من الهجرة ، فهو أقدم المذاهب الأسلامية على الاطلاق إذ أن امامه المنسوب إليه عبد الله بن أباض التميمي هو من التابعين الأولين المعاصرين لعبد الملك بن مروان (1) موطد الملك الأموي المشهور . وكانت لذاك مع هذا مراسلات نصائح غالية لعبد الملك تحتم عليه أن يعمل بأوامر الشرع فيعدل في الحكم بين الناس ليستوجب الطاعة التي يدعوهم إليها .
جوابه إلى عبد الملك
وبما أنه الامام المنسوب إليه المذهب الأباضي ومن كبار التابعين المجتهدين في صدر الإسلام وفي القرن الأول من عصوره . فلا أرى من بأس في ذكر أحد أجوبته إلى عبد الملك بن مروان للوقوف على الروح الدينية السائدة ذلك العصر الفطري المجرد من الأهواء الدنيوية في غالب أحواله . وإليك نص الجواب فليتأمله القارىء :
Shafi 22