128

Takaitaccen Tarihin Damaskus na Ibn Asakir

مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر

Bincike

روحية النحاس، رياض عبد الحميد مراد، محمد مطيع

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤٠٢ هـ - ١٩٨٤م

القتلى، فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله ﷺ فأخبره الخبر، فشق ذلك على رسول الله ﷺ وهم بالبعثة إليهم فبلغه أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم. وأما غزوة مؤتة فكان سببها فيما روى عمر بن الحكم قال: بعث رسول الله ﷺ الحارث بن عمير الأزدي، ثم أحد بني لهب إلى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال: أين تريد؟ قال: الشام قال: لعلك من رسل محمد، قال: نعم، أنا رسول رسول الله ﷺ، فأوثق رباطًا ثم قدمه فضرب عنقه صبرًا، ولم يقتل لرسول الله ﷺ رسول غيره، فبلغ رسول الله ﷺ الخبر، فاشتد عليه، وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث ومن قتله، فأسرع الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف، ولم يبين رسول الله ﷺ الأمراء، فلما صلى رسول الله ﷺ الظهر جلس، وجلس أصحابه حوله، وجاء النعمان بن مهض اليهودي فوقف على رسول الله ﷺ مع الناس، فقال رسول الله ﷺ: " زيد بن حارثة أمير الناس فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلًا فليجعلوه عليهم "، فقال النعمان بن مهض: أبا القاسم، إن كنت نبيًا فسميت من سميت قليلًا أو كثيرًا أصيبوا جميعًا، إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا: إن أصيب فلان، فلو سمى مئة أصيبوا جميعًا، ثم جعل اليهودي يقول لزيد بن حارثة، اعهد، فلا ترجع إلى محمد أبدًا إن كان نبيًا، فقال زيد: فأشهد أنه نبي صادق بار. فلما أجمعوا المسير وقد عقد رسول الله ﷺ لهم اللواء ودفعه إلى زيد بن حارثة لواء أبيض مشى الناس إلى أمراء رسول الله ﷺ يودعونهم ويدعون لهم، وجعل المسلمون يودع بعضهم بعضًا، والمسلمون ثلاثة آلاف، فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون؛ دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين. قال البيهقي: فلما ودعوا عبد الله بن رواحة بكى، فقالوا: ما يبكيك يا بن رواحة؟ قال: أما والله ما بي حب الدنيا ولا صبابة إليها، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقرأ: " وإن منكم

1 / 152