86

1822 - (1) [أبو عطاء الصوفي]

سعيد بن إسماعيل بن علي بن العباس أبو عطاء الصوفي. شاب حضر المجالس

~~معنا، وسمع من مشايخنا بقراءتي وبقراءة غيري الكثير، وسمع تاريخ يعقوب بن

~~سفيان من الفقيه أبي القاسم ابن زاهر الطوسي وغير ذلك من الكتب.

ثم لما شب أخذ في الأسفار وسجع شيئا من الأسباب الدنيوية وحفظ شيئا من

~~المجالس المرثية المزينة، فكان يطوف في البلاد.

وخرج إلى غزنة بعض السنين وادعى أنه سمع كتب الأستاذ الإمام زين الإسلام

~~من كتاب الرسالة ولطائف الاشارات وغيرها فلقي بسبب ذلك سوقا ونفاقا.

ثم سول له الشيطان ونزغاته وجنون الشباب ونزواته حتى ادعى أنه من أحفاد

~~الامام، وخيل اليه أنه ابن إسماعيل بن عبد الغافر لموافقة اسم الشيخ الوالد

~~إسم أبيه، وكتب لنفسه حافد الأستاذ الإمام من قبل أمه، وقرئ عليه الرسالة

~~ولطائف الاشارات في عز وحشمة ورواج سوق، وأعطي على ذلك أموالا ونال إرفاقا

~~إلى أن [اتفق ور] ودي على تلك الحضرة وحضرني الفقهاء والأصحاب الذين سمعوا

~~منه، وطلبوا مني السماع فرويت لهم، فحكوا لي أن أخا من إخوانك حضرنا وروى

~~لنا الكتب فقلت: إن الله تعالى لم يخلق لي أخا من جهة النسب إلا واحدا توفي

~~صغيرا ولم يبلغ أوان الرواية ولا سافر قط.

وكان المسكين المحروم انتسب إلى غير أبيه في سخط الله ترويجا لسوقه [25

~~ب] ولو انتسب إلى أبيه الشيخ الأوحد إسماعيل بن العباس الذي هو من مشاهير

~~الصوفية من مريدي الإمام لكان خيرا له في الدنيا والآخرة. فتعجبت من حماقته

~~وجهله بأن مثل ذلك لا يخفى ولو بعد حين، وان ذلك وأمثاله يكون سبة وقدحة في

~~وجهه. ثم بينت للقوم تزويره وأظهرت سوء صنعه، فتركوا روايته.

وبعد ذلك سمعت من أثق به أنه دخل كرمان أيضا وادعى بها أنه من أحفاد

~~الشيخ أبي سعيد ابن أبي الخير قدس الله روحه تزويرا أيضا حتى اطلع عليه

~~وزجر عنه، وقد أغناه الله عن أمثال

Shafi 97