199

2007 - (1) [أبو المعالي الجويني]

ومنهم عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني أبو المعالي [56 ب] ابن ركن

~~الإسلام أبي محمد الجويني، [إمام الحرمين فخر الإسلام] إمام الأئمة [على

~~الاطلاق]، حبر الشريعة، المجمع على إمامته شرقا وغربا، المقر بفضله السراة

~~والحداة عجما وعربا [من لم تر العيون مثله قبله ولا ترى بعده]، رباه [حجر

~~الإمامة] وأرضعه ثدي العلم والورع إلى أن ترعرع فيه [ويفع].

ثم أخذ من العربية وما يتعلق بها أوفر حظ ونصيب فزاد فيها على كل أديب،

~~ورزق من التوسع في العبارة وعلوها ما لم نعهده من غيره حتى أنسى ذكر سحبان

~~وفاق فيها الأقران (2).

وقرأ القرآن وتفقه في صباه على والده إمام الحرمين [ركن الإسلام] فكان

~~يزهي بطبعه وتحصيله وجودة قريحته وكياسة [غريزته لما يرى فيه من المخايل]

~~فخلفه فيه من بعد وفاته وأتى على جميع مصنفاته ف [قلبها ظهرا لبطن و] تصرف

~~فيها وجمع المسايل ودر [س] سنين.

ولم يرض في شبابه بتقليد والده وأصحابه حتى أخذ في التحقيق وجد واجتهد في

~~المذهب والخلاف [ومجالس النظر] حتى ظهرت نجابته [ولاح على أيامه همة أبيه

~~وفراسته] وسلك طريق المباحثة [وجمع الطرق بالمطالعة] والمناظرة والمناقشة

~~حتى أربى على المتقدمين وأنسى تصرفات الأولين وسعى في دين الله سعيا يبقى

~~أثره إلى يوم الدين.

ومن ابتداء أمره أنه لما توفي أبوه كان سنه دون العشرين، فأقعد مكانه

~~للتدريس فكان يقيم الرسم [في درسه] ويقوم [منه] ويخرج إلى مدرسة البيهقي

~~حتى حصل على الفقيه الأستاذ الإمام

Shafi 225