101

Mukhtasar Sira

مختصر سيرة الرسول - مطابع الرياض

Mai Buga Littafi

وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٨هـ

Inda aka buga

المملكة العربية السعودية

أي ما رأوا من قدرتي في أمر الخلائق وفيما وضعت على العباد من حججي ما هو أعظم من ذلك وأعجب. وعن ابن عباس: الذي آتيتك من الكتاب والسنة أعظم من شأن أصحاب الكهف. قال ابن عباس والأمر على ما ذكروا فإن مكثهم نياما ثلاثمائة سنة آية دالة على قدرة اللَّه ومشيئته. وهي آية دالة على معاد الأبدان كما قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا﴾ [الكهف: ٢١] (١) وكان الناس قد تنازعوا في زمانهم هل تعاد الأرواح وحدها؟ أم الأرواح والأبدان؟ فجعلهم اللَّه آية دالة على معاد الأبدان وأخبر النبي ﷺ بقصتهم. من غير أن يعلمه بشر. آية دالة على نبوته. فكانت قصتهم آية دالة على الأصول الثلاثة الإيمان باللَّه ورسوله واليوم الآخر. ومع هذا: فمن آيات اللَّه ما هو أعجب من ذلك. وقد ذكر اللَّه ﷾ سؤالهم عن هذه الآيات التي سألوه عنها ليعلموا: هل هو نبي صادق. أو كاذب؟ فقال ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ [الكهف: ٨٣] (٢) إلى قوله - ﴿وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف: ١٠٠] وقوله ﴿لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ﴾ [يوسف: ٧]- إلى قوله - ﴿إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف: ١٠٢] (٣) . والقرآن مملوء من إخباره بالغيب الماضي. الذي لا يعلمه أحد من

(١) من الآية ٢١ سورة الكهف. (٢) الآيات من ٨٣ - ٩٨ من سورة الكهف. (٣) الآيات من ٧ - ١٠٢ من سورة يوسف.

1 / 105