254

Takaitaccen Sifat Safwa

مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى

Nau'ikan

Tariqa

قال: وصعدت إليه ليلة في رمضان فقلت له: يا نمير لم أفطر. قال: ولم? قلت: أحب أن تراك أختي تأكل معي. قال: أفعل. قال: فأصعد إلينا طعام، فجعل يأكل معي حتى فرغت وفرغ. فلما أردت أن أقوم رحمته من أن يراني موليا وهو في الظلمة والريح فبكيت فقال: ما يبكيك رحمك الله? قلت: أنزل إلى الكن والضوء وأدعك في الظلمة والبرد? فغضب وقال لي: إن لي ربا هو أرحم بي منك وأعلم بما يصلحني فدعه يصرفني كيف يشاء، فإني لا أتهمه في قضائه. فقلت له لئن كنت في ظلمة الليل إن جدك في ظلمة اللحد، أريد أن أعزيه وأطيب نفسه. فقال لي ما جعل روح رجل صالح مثل روح رجل متلوث. ثم قال لي: أتاني البارحة أبي وأبوك عبد الله بن نمير فوقف ثم أشار إلى موضع كان أبي يصلي فيه فقال لي: يا نمير أما إنك ستأتينا يوم الجمعة شهيدا.

قال: فدعوت أمه فصعدت إلي فأخبرتها بما قال: فقالت: والله ما جربت عليه كذبا وما هذا مما كان يتكلم به وما قال إلا حقا. قال: وقال هذه المقالة عشية الأربعاء. فجعلنا نتعجب ونقول غدا الخميس وبعد غد الجمعة، فهبه مرض غدا ومات بعد غد فأين الشهادة? فلما كانت ليلة الجمعة في وسط الليل سمعنا هدة فإذا هو قد هاج به ما كان يهيج فبادر الدرجة فزلت قدمه فسقط منها فاندقت عنقه فحفرت له إلى جنب أبي ودفنته، وانكببت على قبر أبي فقلت: يا أبت قد أتاك نمير وجاورك. والله ما قلت هذه المقالة إلا لما كان في قلبي من الغم. ثم انصرفت فلما كان الليل رأيت أبي في النوم كأنه قد دخل علي من باب البيت فقال لي: يا بني جزاك الله خيرا لقد آنستني بنمير، اعلم أنه منذ أتيتمونا به إلى أن جئتك يزوج بالحور.

ذكر المصطفيات من العابدات الكوفيات

أم حسان الكوفية

كان سفيان وابن المبارك وغيرهما يزورونها.

Shafi 258