Takaitaccen Sifat Safwa
مختصر صفة الصفوة لابن الجوزى
Nau'ikan
قال أبو هاشم الزاهد ان الله عز وجل وسم الدنيا بالوحشة ليكون انس المريدين به دونها وليقبل المطيعون له بالاعراض عنها وأهل المعرفة بالله فيها مستوحشون والى الآخرة مشتاقون.
وعن محمد بن الحسين قال قال أبو هاشم الزاهد أخذ المرء نفسه بحسن الأدب تأديب أهله.
ولد الرشيد المعروف بالسبتي
عن عبد الله بن الفرج العابد قال احتجت إلى صانع يصنع لي شيئا من امر الروز جاريين فأتيت السوق فجعلت ارمق الصناع فإذا في آواخرهم شاب مصفر بين يديه زبيل كبير ومر وعليه جبة صوف ومئزر صوف فقلت له تعمل قال نعم قلت بكم قال بدرهم ودانق قلت له قم حتى تعمل قال على شريطه قلت ما هي
قال إذا كان وقت الظهر واذن المؤذن خرجت وتطهرت وصليت في المسجد جماعة ثم رجعت فإذا كان وقت العصر فكذلك قلت نعم فقام معي فجئنا المنزل فوافقته على ما ينقله من موضع إلى موضع فشد وسطه وجعل يعمل ولا يكلمني بشيء. حتى إذا أذن المؤذن للظهر قال يا عبد الله قد أذن المؤذن قلت شانك.
فخرج فصلى فلما رجع عمل أيضا عملا جيدا إلى العصر فلما أذن المؤذن قال يا عبد الله قد أذن المؤذن قلت شأنك فخرج فصلى ثم رجع فلم يزل يعمل إلى آخر النهار فوزنت له اجرته وانصرف.
فلما كان بعد أيام احتجت إلى عمل فقالت لي زوجتي اطلب لنا ذلك الصانع الشاب فانه قد نصحنا في عملنا فجئت السوق فلم اره فسألت عنه فقالوا تسأل عن ذلك المصفر المشؤوم الذي لا نراه إلا من سبت إلى سبت لا يجلس إلا وحده في آخر الناس فانصرفت.
فلما كان يوم السبت اتيت السوق فصادفته فقلت تعمل فقال قد عرفت الاجرة والشرط قلت استخر الله تعالى فقام فعمل على النحو الذي كان عمل.
قال فلما وزنت له الاجرة زدته فابى أن يأخذ الزيادة فألححت عليه فضجر وتركني ومضى فغمني ذلك فاتبعته وداريته حتى أخذ اجرته فقط.
فلما كان بعد مدة احتجنا أيضا إليه فمضيت في يوم السبت فلم اصادفه.
Shafi 105